نداء الوطن - محليات

6 آب 2020

وجّهت “الجبهة المدنية الوطنية” إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش رسالة باللغتين العربية والإنكليزية، حول انفجار بيروت، دعت فيها الى “وقفة حاسمة تُنقذ اللبنانيين من براثن الجريمة المُتمادية بحقّهم، وحقّ وطن رسالة العيش الواحد“، وهنا نصّها:

“السيّد أنطونيو غوتيرش المحترم الأمين العام للأمم المتّحدة

لبنان مُدمّر. دمّرته سلطةٌ إستباحت الدستور، إغتالت القانون وشلّعت السيادة.

لبنان مُدمّر، والسُّلطةُ الحاكمةُ تُمعن في تدميره. الإنفجار المُدمّر الذي دوّى البارحة في بيروت (4/8/2020)، وذهب ضحيّته أكثر من 100 شهيد و4000 جريح في محصّلة أوليّة، يُثبت أنّنا دخلنا في مرحلة قتل السّلطة للبنانيين، وخطف أرواحهم بعد ترهيبهم، وسرقةِ مقدّراتهم وإذلالهم وحرمانهم أدنى حقوقهم الإنسانيّة في الخدمات الحياتيّة الأساسية وخطف أحلامهم.

لبنان مُدمّر. دمّرته سلطة اختارت تأبيد مصالح نفوذها الخاصّة ونفوذها على حساب الخير المشترك، والسّلامة العامة. لم تتبّنَ هذه السُّلطة سِوى خياراتٍ انتحاريّة في السّياسة والسّيادة والسياسات العامّة المالية والإقتصاديّة والاجتماعيّة والقانونيّة والصحيّة والتربوية، حتّى تدميرها صِلات لبنان بكلّ أصدقائه في العالم العربي والمجتمع الدولي.

اللبنانيّون مخطوفون، وقد شرّعت السلطة لنفسها مسار انتهاك كرامتهم وحقوقهم وصون السيادة الرسميّة أحاديّة من دون شريك. الإنفجار المُدمّر الذي دوّى أمس يُعادل جريمةً بحق الإنسانيّة، ضحاياه هم اللبنانيون الأبرياء العزّل إلّا من قناعاتهم بأنّهم يستحقّون الحياة الكريمة، ويستأهلون دولة نظيفة سيّدة حرّة، مستقلّة.

السيّد الأمين العام

ليس الإنفجار الإجرامي الذي دوّى البارحة في بيروت وسرق منّا أحبّاء وأصدقاء حدثاً جللاً فقط، بل هو زلزالٌ – نكبة قتلَ شعباً بكامله، ومن غير المقبول أن تتفرّج عليه الأمم المتحدة، أو تكتفي بالإستنكار، وهي مدعوّةٌ الى وقفة حاسمة تُنقذ فيها اللبنانيين من براثن الجريمة المُتمادية بحقّهم، وحقّ وطن رسالة العيش الواحد.

لبنان عضوٌ مؤسّس في الأمم المتحدة، وحقّ له أن يستصرخ منكم ومن أعضاء جمعيتها العامّة ومجلس الأمن، موقفاً لا لُبسَ فيه في إحقاق العدالة، وفاءً للشهداء ولوجع الجرحى ولخسارة المتضرّرين جنى أعمارهم، ولتيئيس اللبنانيين حتى تهجيرهم. يتطلّع الشعب اللبناني إلى دعمكم المباشر في مسيرة استرداد حقوقه، وتثبيت دعائم دولة القانون وجمهورية المواطنة الحاضنة للتنوّع.

السيد الأمين العام

في 17 تشرين الأول 2019، أطلق اللبنانيون ثورتهم ليساعدوا أنفسهم، وهم مستمرّون في نِضالهم حتّى تحقيق أهدافهم النبيلة المرجوّة، وفي مقدّمها تحرير وطنهم من خاطفيه، ولطالما كانت الأمم المتحدة نصير ضحايا التعسّف والإستغلال والإبتزاز والإغتيال، الفردي والجماعي، تُساندهم في أهدافهم السلميّة لإحقاق العدالة، ومن واجبها حمايتهم، ومُساءَلة السلطة اللبنانية على مخالفتها الإتفاقيات الدوليّة ذات الصلة، وفي مقدّمها تخزين مواد متفجّرة وسامّة وبيولوجية في المرافق البحرية والجوية والبرّية، كما في إهمالها مُقتضيات السلامة العامة.

السيّد الأمين العام

لبنان مُدمّر، وإنقاذ شعبه واجب إنسانيّ وأخلاقي”.