المبادرة الوطنية - الحوارات المفتوحة
عام 2016، أطلق ملتقى التأثير المدني سلسلة من الحوارات المفتوحة، والطاولات المستديرة التي استضافت ممثلي عدد كبير من المنظمات غير الحكومية، والبلديات، والهيئات الاقتصادية، والنقابات، والجامعات، اضافة الى ناشطين مدنيين، وأكاديميين، وأصحاب مهن حرة، وذلك بهدف تحليل المشكلات السياسية، والاقتصادية-الاجتماعية الرئيسة مع تحديد أولويات المعالجة، واقتراح آليات العمل الوطني من أجل تحقيق حوكمة النظام التشغيلي، ووضع مبادرات إقتصادية جامعة ومنتجة ضمن سياسة إجتماعية عادلة.
- الأهداف
- الإطار
- مخرجات العمل
• اطلاق ديناميّة تواصل بين كافة قطاعات المجتمع المدني وقواه الحيّة
• تأسيس مجموعة ضغط تؤكِّد وجود، وحيوية، وإمكانات، واستَدامة دور المجتمع المدني وقِواه الحيّة في تحديد مستقبل لبنان
• إنجاز خريطة طريق علمية وعملية تحدد الإشكاليات، والأولويات، وآليات التحرك المشتركة للتغيير
• وضع اللبنانيين في أمل التغيير وبلورة تكامل جهودهم في خطوات عملانية بما يؤمّن حقوقهم ويحدّد واجباتهم ضمن دولة الدستور والمؤسسات
• تكريس أوسع مرجعيّة وطنية أخلاقية ومهنية وعلمية وعاملة، تعنى ببناء عقد وطني جامع ومنتج في ظلّ حوكمة سليمة وسياسات اقتصادية – اجتماعية مستدامة
• بناء جسر تواصل مع الكفاءات العلمية والفكرية والنقابية والشبابية في المجال الوطني وفي بلورة السياسات العامة التشغيلية والإقتصادية والإجتماعية
ولتحقيق هذه الأهداف حدد "ملتقى التأثير المدني" مسارين متوازيين ومتكاملين:
• الحوارات المفتوحة
• الطاولات الحوارية
• لقاءات دورية قطاعية تجمع المجتمع المدني وقواه الحيّة )هيئات المجتمع المدني - الفاعليات االإقتصادية - نقابات المهن الحرة – الجامعات - الهيئات الطالبيّة - إتحادات البلديات- الأعلاميون....). تحدَّ د في اللقاءات مشكلات لبنان وأولوّ يات التغيير وآليات التحرك المقترحة
• ينبثق عن كلّ لقاء لجنة متابعة
• تلتقي لجان المتابعة وتُعد ورقة عمل مشتركة في العناوين الثلاثة
• تُنقل ورقة العمل المشتركة إلى الطاولات الحوارية
• تتبلور اللقاءات في حركة مستمرة ومؤتمر وطني دائم
• لقاءات دوريَّة متخصِّصة في كلِّ من الموضوعات الأساسيَّة التي طُرِحت في الحِوارات المفتوحة
• تجمع انتلجنسيا وأكاديميّين وإختصاصييّن في الدُّستور والقانون والإدارة والإقتصاد والإجتماع
• إعداد إعلان مبادىء بالمعايير الأخلاقيَّة والخطوط العريضة للسِّياسات الواجب إعتمادُها
مجلس استشاري للسياسات
أوكل ملتقى التاثير المدني الى مجلس استشاري للسياسات من حمَلة شهادة الدكتوراه، مهمة تحليل الإجابات ، وتحديد مكوّناتها الرئيسة ، وتحديد الحلّ، ووضع مسوّدات أولية لإعلان المبادئ يتبعها خطة عمل تشاركية قائمة على الحلول.
إعلان مبادئ المواطنة في دولة مدنيّة حرَّة عادلة ومستقلّة
نظَّم ملتقى التأثير المدني سلسلة من الطاولات المستديرة جمعت عددا كبيرا من الاكاديميين وذوي الاختصاص، ممن كانت لهم بصمتهم في مبادرات وطنية. وقد أدت هذه المناقشات المعمّقة الى بلورة “اعلان مبادئ المواطنة في دولة مدنيّة حرَّة عادلة ومستقلّة” الذي يحدد ما تمثله جمعيتنا.
1. لبنان كيانٌ قانوني ذو شرعيّة داخلية وخارجية. تُجسِّد الدولةُ اللبنانية وتلتزم، في كل حين، القوانينَ والأنظمةَ الداخلية التي أقرّتها والعهود والمواثيق الخارجيّة التي وقعّتها وعلى رأسِها شرعة الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق جامعة الدول العربية. قراءة المزيد
2. الدستورُ والقانون يسموان على كل ما عداها، ولا يعلو عليهما سلطةٌ أو نظامٌ، مواطنٌ أو مسؤولٌ، حقٌ أو إمتيازٌ، فهما مصدر الحقوقِ والواجبات وناظماها وحاميا الشرعيّة والسيادة وكفيلاها.
3. الحريّةُ هي القاعدة والاستبداد هو الشواذ، وبالتالي الإباحة هي الأصل والتقييد هو الاستثناء، ولا يكون الاستثناءُ إلا تحت سقف الدستور والقانون.
4. المساءلة اساس المسؤولية، والحصانة القانونية امتيازٌ مشروطٌ بحسنِ القيام بالوظيفةِ العامة لا حمايةً للتعسّف في مآذارةِ السلطة أو الإساءة في استعمالها، في ظل نظام قائم على الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتوازنها وتعاونها.
5. لا شرعيِّة تُناقض دستور لبنان باعتباره أساساً لاستقرار النظام ووحدة الأرض والشعب؛ فلبنان التعدّد والتنوع والانفتاح حاجةٌ وطنيّة إقليميّة وإنسانيّة وتشكل الضرورة الأساس نحو بناء لبنان المواطنة.
6. دولة المواطنة تولي إهتمامها الأساسي بالفرد، وتحترم حقوقه في إطار مدني إنساني، وتكون للدولة سياسات إقتصادية جامعة ومنتجة، وسياسات إجتماعية عادلة وضامنة، في ظل حوكمة سليمة لإدارة الدولة.
7. اللبنانيون مواطنون في دولةٍ مدنيّةٍ متساوون في الحقوقِ والواجبات، احرارٌ في الرأي والمعتقد والتجمع، وهم مسؤولون ومساءلون في وطنٍ حرّ سيّد مستقل، دون تمييز على أساس الجنس أو المعتقد أو اللون أو الرأي.
8. لا تفاضل في الحقوقِ والواجبات بين المواطنين، ولا تفاضل في الضمانة القانونية لكلٍّ منهم، ولكلّ مقيم، في ظلِّ حكم القانون وسيادة العدالة باعتبارِهما حقاً مكتسباً للبنانيين والمقيمين لا منَّةً أو منحةً تعطى لهم وتُحجب عنهم استنساباً.
9. محاربة الفساد بكامل أوجهه ومختلف افرازاته واجبٌ وطنيّ وأخلاقيّ، وذروةُ الفساد والافساد أن يُخيـَّر المواطنُ ما بين ضميرِه ومصلحتِه، وما بين أمنِه وحريّتِه، وما بين قُوْتِه وكرامتِه وفي هذا كلّه فساد النظام.
10. الحيّز العام ملك لجميع اللبنانيين دونما تمييز ولا يحِّده سوى المصلحة العامة والتوازن بين العامِ والخاص، وكذا تعاطي الشأنَ العام فهو حقٌ دستوري لكلّ مواطنٍ ومواطنِة لا يحجبُه سوى الاهليّة القانونيّة.
11. العيشُ بكرامةٍ وكفاية حقٌ لكلّ مواطن ومقيم، ولا يكون ذلك إلاّ في ضمانِ الكرامة الإنسانيّة في بيئة نظيفة وبتوفير الإنماء المتوازن المتكامل والتعليم الإلزامي والضّمان الاجتماعي والرعاية الصحية، في دولة رعاية مدنيّة لامركزية تنعمُ بالعدالةِ الاجتماعيّة، وتقومُ على حكمِ القانون واحترام حقوقِ الانسان والحريّات الفرديّة والعامة.
12. المال العام وموارد البلاد الطبيعيّة وخيراتها ملكٌ للبنانيين، والتمتع بها حقٌ لكلّ مواطنٍ ومقيم لتعلّقها بمستوى حياةٍ كريمة، وعلى الدولة واجب تأمينها وحمايتها ولا يحدّها سوى المساواة والعدالة في توفيرها والتمتع بها.
13. بقاءُ لبنان-الدولة واستمرار النظام فيه ومنع توسله ساحة صراع منوطٌ ببسطِ السيادة على الإقليم وضبط الحدود الدولية وضمان حصريّة القرارات السيادية وعلى رأسِها قرار الحربِ والسلمِ وتقرير السياستين الدفاعية والخارجيّة.
14. الحيادُ الإيجابي تجاه قضايا ونزاعات الإقليم المتشظي وإنتهاج سياسة خارجية شفافة في إطار المصلحة القومية والأمن القومي، ونبذ العنف ضمانةٌ لبقاءِ لبنانَ العربي التعدّدي المتنوع والمنفتح، واستمرارٌ لدوره الحضاري في كا فة الميادين وتعميمٌ لإنموذجه الديمقراطي في العيش بسلام والتداول الدوري في السلطة.
15. الحدُّ النهائي لشرعيِّة النظامِ وسيادةِ الدولة هو قبولُ اللبنانيين بهما، ولا شرعيّة أو سيادة إلا باستيفاءِ وتحقيقِ هذه المبادئ والمسلّمات التي بُنيت عليها الشرعّية والسيادة أصلاً.
جلسات الحوار الخمس بالأرقام
• ما هي أهم المشاكل التي تعاني منها البلاد؟
• ما هي الحلول؟
• ما هي أكثر الآليات فعالية اللازمة للعمل؟
الّلقاء الأوّل - هيئات المجتمع المدني
27 كانون الثاني 2016
الّلقاء الثاني - الفاعليَّات الاقتصاديَّة
03 آذار 2016
بعد اللِّقاء الأوَّل لهيئات المجتمع المدني في 27/1/2016، من ضمن المبادرة الوطنيَّة / الحوارات المفتوحة التي أطلقها “ملتقى التأثير المدني” كان اللِّقاء الثاني للفاعليَّات الاقتصاديَّة مشارك فيها رؤساء غرف التّجارة والصّناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وطرابلس والشمال توفيق دبّوسي، وصيدا والجنوب محمد صالح ممثّلاً بنائبه المهندس عمر دندشلي، وزحلة والبقاع إدمون جريصاتي ممثّلاً بالمحامي توفيق رشيد الهندي، ورئيس تجمّع رجال الأعمال د. فؤادزمكحل، ورئيس جمعيةالصناعيين فادي الجميل، ورئيس جمعيّة شركات الضمان ماكس زكّار، بالإضافة إلى مراقبين من هيئات المجتمع المدني التي شاركت في اللّقاء الأوّل وأعضاء مجلس أمناء وإدارة “ملتقى التأثير المدني”. اللّقاء الذي أداره الدّكتور منير يحيى إفتُتِح بالنشيد الوطني اللّبناني فكلمة لعضو مجلس أمناء وإدارة “ملتقى التأثير المدني” السيّد فيصل الخليل قال فيها: ” وإذا ما كان لنا من شُكْرٍ عَميقٍ في “ملتقى التأثير المدني”، فهُو لكُم انتُم الفاعليَّات الإقتصاديَّة الصَّامدَة في تعلقُّها بلُبنان، والمصمِّمة على مُتابعة ريادتِها المنتِجة، على الرُّغمِ من الأزَمات التي تعصِفُ بوطننا الحبيب. ونحن على قَنَاعةٍ بأنَّ صمودكم وتصميمكم، كُلٌّ من موقعه، وبالمؤسّسات التي تُمثِّلون مع تنزيهِها عن الإصطِفافات السّياسيّة كفيلٌ بالإبقاء على شُعْلة الأمَل بالنموّ والتنميَّة متوقِّدة مَهْما عَصَفَت بها رياحٌ عاتِيَة لا علاقة لها بمصلحة لُبنان الوطنيَّة العُليا، ومصالِح اللُّبنانيّين التي بَنَوها بعرق جبينهم، وهم يستأهلون منَّا جميعاً أن نُناضِل لحمايتها. ” قراءة المزيد
ثمَّ تحدّث شقير فقال : “الأولية اليوم لتدعيم هيكل الدولة، وذلك لن يكون الّا بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تشكيل المؤسّسات الدّستورية بتأليف حكومة جديدة واجراء انتخابات نيابيّة، وهنا تقع المسؤوليّة على الشعب الذي يجب عليه ان يعرف كيف يختار ممثّليه في المجلس النيابي الذي تقع عليه مسؤوليّة التّشريع والمراقبة والمحاسبة.كما ان كثرة المشكلات وكبر حجمها، يفترض وجود تعاون وثيق بين السلطة والمجتمع المدني في إطار ورشة وطنية شاملة لوضع رؤية متكاملة للنهوض بالبلد على كل المستويات. ونرى أيضاً ان الشراكة بين القطاعين والعام والخاص ستشكل المرتكز الاساسي للنهوض بالاقتصاد، انطلاقا من مفاعيلها لجهة تخفيف الاعباء عن مالية الدولة وإعادة تطوير بناها التحتية والخدماتية وتقوية تنافسيتها. ومطلبنا الوحيد كقطاع خاص هو تحقيق الاستقرار الناجز، و”الباقي علينا” لأن لبنان مثل الماركة الجميلة لا تتطلب الكثير من الجهد لتسويقها.منذ العام 2011 والهيئات الاقتصادية ترفع الصوت عاليا لانقاذ البلد واقتصاده، واطلقت صرخات وصرخات وصولا الى نداء 25 حزيران الذي جمع مختلف قوى المجتمع المدني، ورغم ذلك استمر التّعطيل والشغور في سدّة الرئاسة واستمر التدهور.نحن كمجتمع مدني، ليس أمامنا سوى طريق وحيد، هو اعتماد الاساليب الديموقراطية التي يسمح بها الدستور اللّبناني والقوانين المرعيّة الاجراء. معاً لتكبير قوتنا الضاغطة لانجاز الاستحقاقات الدّستورية وأوّلها انتخاب الرئيس.”زمكحل
أمّا زمكحل فأشاد بمبادرة “ملتقى التأثير المدني”وأشار إلى أنّ الاستراتيجيّة تقضي التحقّق من الأرقام والحقائق. يجب الإعتراف أنّ لبنان يمرّ بأصعب مراحِل من تاريخه على كلّ المستويات السياسيّة والأمنيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة بالاستناد إلى تغيّر جذريما يستدعيأن يواكبها لبنان بدقّة وإلّا سنخسر الرّهان. في لبنان منذ أربع سنوات لبنان الإقتصاد يتراجع بأزمة طويلة المدى. نحنُ لم نعُد بأزمة مُفاجئة بل أمام أزمة حياة. البطالة في لبنان تتعاظم وبلغت 36%. الاستثمارات الخارجيّةانخفضت بنسبة هائلة، فالمردود على الاستثمار في لبنان تَراجَع.
نحن في مواجهة أربعة حروب. كلّ الإشكاليّات من الفراغ الرئاسي، إلى التّعطيل الحكومي، إلى شلل المجلس النيابي يستدعي صدمة إيجابيّة وإلّا نحنُ باتّجاه أزمة متصاعدة، ولا بدّ من العَوْدة إلى النِّقاش في الرؤية أكثر منه الأشخاص.
الجميّل
وأشار الجميّل إلى المشكلات التي يُعاني منها لبنان على الصُعُد القانونيّة والسياسيّة والأمنيّة والتربويَّة والاجتماعيّة والإدارة العامّة والنازحين السّوريّين مقترحاً : ” إطلاق رؤية إنقاذيّة متكاملة ضمن منظومة إقتصاديّة تتمحور حَوْل حزمة تحفيزات جديدة للإقتصاد، وإقرار خُطَّة إصلاح وتفعيل الإدارة، وتحصين الوضع الإجتماعي غي القِطاعين العام والخاص، والشراكة بين القِطاعين العام والخاص، وإطلاق رؤية واضحة لإستثمار النَفْط والغازات.”
دبّوسي
وأشار دبّوسي إلى: “وأن المناخ الإقتصادي الإجتماعي السائد يستدعي منا العمل مع السلطات والجهات المعنية والتعاون المتكامل مع مختلف هيئات المجتمع المدني للوصول الى الترجمة العملية لهذه الرؤية التي تنسجم مع السياق العام للتنمية والإصلاح على أساس القراءة الجديدة لتحديد مفهوم شامل للإنماء المتوازن في لبنان، إذ نعتبر أن هناك مفارقة تكمن في التفسير الشائع للإنماء المتوازن الذي يجعله احياناً إنفاقاً متوازناً بدلاً من كونه إنماء متوازناً كما يحوله في بعض الحالات الى صيغ لتوزيع الخدمات والإنفاق على أساس مبدأ المحاصصة والذي يغلب فيه الطابع السياسي- الطائفي المناطقي بدلاً من توجيهه لكي يصبح وسيلة للقدرات والتمكين الإقتصادي والتقدم الإجتماعي لكافة المناطق اللبنانية.”
دندشلي
واعتبر دندشلي أنَّه ” لقد بات واضحا تمام الوضوح أن السياسات الاقتصاديّة والأمنيّة والاجتماعيّة والبيئيّة ، كما تآذار حاليا في لبنان، وفي ظل المستجدات الاقليميّة والدوليّة، تحتاج الى إعادة نظر. هنا يأتي دور التشارك في التخطيط لأن التحوّل من وضع إلى وضع دون تشارك وتخطيط من كافة قوى المجتمع يخلق مشاكل جديدة بدلا من حل المشاكل المشكو منها. أي أن القرار السياسي المصيري المناسب اقتصاديا وامنيا واجتماعيا وبيئيا ينبغي ان يستند الى الخبرة والمعرفة. وأن يؤخذ بكل جرأة ومسؤولية. ولاتخاذ مثل هذه القرارات يجب الانطلاق في نقاش وحوار مفتوح يشارك فيه المعنيون في المجتمع بدون استثناء. عندها يكون هذا الحوار وطنيّا وبالتالي ينتج عنه الموقف الصائب والقرار السليم. وهذا الحوار يجب أن يكون بمشاركة المنظمّات غير الحكوميّة والهيئات المنظّمة وبمشاركة هيئات القطاعين الخاص والعام. يقابل هذا التحرّك المدني، تحرّك مماثل يتعيّن على الحكومة وأجهزتها المختصّة أن تقوم به على صعيد تحديث الادارة وأساليب العمل في كافّة مرافقها، وتفعيل أجهزتها التوجيهيّة والرقابيّة والاصلاحيّة وتطعيمها بالاختصاصييّن في كافة المجالات”.
زكّار
أمّا زكّار فاعتبر أنّ المشكلات الأساسيّة تتمثّل بأنَّ المؤسّسات في لبنان معطَّلة، وإنَّ قِطاع التّأمين هو أحد القِطاعات الأساسيَّة في لبنان، ولقد كانت تشريعاته متقدّمة، لكنَّها اليوم باتَت متقادِمة، وتتشارك شركات الضمان قِطاعاً بحوالي 1.5 مليار دولار ولكنَّ هذا يتسبّب بمنافسة أحياناً غير صحيَّة.
وفي أولويَّات التّغيير أهميّة إنجاز قانون إنتِخابات وإنتخابات نيابيّة وبلديّة، وإنعاش قِطاع التّأمين بتقديم تحفيزات لِدَمج الشركات أو توسيعها، وإنجاز إطار تشريعي جديد لتنظيم قطاع التأمين بما هو جزءٌ مؤسّس في الإقتِصاد الوطني، وإطلاق آليَّة تخصُّصيَّة للجسم القضائي لمُتابعة قضايا التأمين في لبنان بما يُبْعِد أيّ حُكم عن العاطفيَّة.
ودعا إلى “البحث في تكوين مجموعات ضغط لإنجاز الإصلاحات المطلوبة، وتوسيع قاعِدة التَّعاون للبحث في النِّظام الضريبي بما يؤمّن عدالة أكثر، والتّأكيد على أهميَّة شموليَّة التّأمين لكافَّة القِطاعات بما يُسْهِم في تفادي أي ضرر للمواطن والمؤسَّسات على كُلّ المؤسَّسات”.
الهندي
واعتبر الهندي إلى أنّ لبنان يعاني من ” من العبث الدائم بالاستحقاقات الدستورية وعدم الاستقرار التشريعي الذي ينعكس سلبا على اداء المؤسسات والادارات العامة، واستشراء الفساد والفضائح وكشفها على السنة المسوؤلين من دون التحقيق فيها والمحاسبة، وترك القطاع الخاص يعاني من المشاكل من دون دعم او توجيه من الوزارت المختصة، الحرية الغير مسؤولة والغير منضبطة لمعضم وسائل الاعلام وتركيز هذه الوسائل على الاثارة بدلاً من التهدئة”.ودعا إلى “خفض سقف التجاذبات السياسية التي تلعب دور التوتير الامني في تاثيرها على الاقتصاد، وتحييد الاقتصاد والعملة الوطنية عن التجاذبات السياسية، والابقاء على طاولة الحوار الوطني والتزام المتحاورين بميثاق شرف وترجمة هذا الميثاق داخل مجلس الوزراء لتفعيل العمل الحكومي وتسهيل امور المواطنين، من ملئ الشغور في الإدارات العامة وإقرار الموازنة لتسهيل عجلة الدولة، والحفاظ على صداقات لبنان الدولية وتنمية العلاقات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة مع الدول العربية حيث يصدر 95% من الإنتاج البقاعي اليها”.وفي آليات التحرك اقترح: ” انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأسرع وقت، وتعزيز اجهزة الرقابة والتفتيش المركزي لمحاربة الفساد، تنشيط حركة السفراء والبعثات الخارجية للترويج الاقتصادي الاستثماري والسياحي والثقافي والاستشفائي والعقاري في لبنان”.
وكان في الخِتام حوار مفتوح شدّد على أهميّة إستِكمال التّواصل وبِناء ديناميّة تغيير مشتركة، فكلمة الدّكتور منير يحيى قائلاً: ” إلتقينا اليوم في هذه الأُمسِيَة من كافة الهيئات والفعاليات الإقتصادية في الحلقة الثانية لمبادرة ملتقى التأثير المدني – الحوارات المفتوحة. طرحنا معاً عناوين مشكلات لبنان. طرحنا آليَّات العمل المشترك. سَنَعْمَل على إعادة بَلْوَرَتها بِدقِّة مع المتحدّثين، ومن يُريد المشاركة فأهلاً وسهلاً.
إنَّها الحلقة الثانية، والإنطلاقة مستمرة والحركة دائمة. ففي نفسِ هذا المكان، وبوتيرة تصاعديَّة سنتلاقى والنقابات، والجامعات، والهيئات الطلّابيَّة، والإعلام، وكافَّة قِطاعات المجتمع المدني. وستنمو من كُلِّ لقاء لجان مُتابعة وتنسيق، لتعود وتتلاقى جميعها في مؤتمرٍ تصاغ فيه العناوين المُجمَع عليها وآليّات عملٍ، بناءً لكلمات المتحدثين أنفسهم وللحوارات التي دارت اليوم، كما حصل في اللقاء مع هيئات المجتمع والحراك المدني، حيث يُثبِت من خلالها المجتمع المدني أنَّه قادِر على التأثير باتِّجاه حوكمة سليمة للنظام التَّشغيلي في سبيل بناءِ عقدٍ وطنيّ جامع ومُنتِج” . معلِناً عن اللّقاء الثالث في الأسابيع المُقبِلة.
الّلقاء الثالث - نقابات المهن الحرّة
19 نيسان 2016
نظّم “ملتقى التأثير المدني” اللقاء الثالث ضمن المبادرة الوطنية / الحوارات المفتوحة مع نقابات المهن الحرّة بمشاركة نقابات المحامين، والمهندسين، والأطبّاء، وأطبّاء الأسنان في بيروت والشمال، ونقابة الطباعة، ونقابة الصيادلة، ونقابة اصحاب المستشفيات في لبنان، واتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان، ونقابة وكالات الدعاية والاعلان، ونقابة إتحاد الناشرين في لبنان، ونقابة المعالجين الفزيائيين، ونقابة مستوردي المواد الغذائية والاستهلاكيّة، ونقابة مستوردي الادوية، واتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات الخاصة والعامة، ونقابة الصحافة، ونقابة المحررين. كما شارك في اللِّقاء بصفة مراقبين ممثّلون من هيئات المجتمع المدني والفاعليَّات الإقتصاديَّة الذين شاركوا في اللّقائَين الأوَّل والثاني. وتمّ مناقشة المحاور الثلاثة التالية :
1 – أي مشاكل أساسية يعاني منها لبنان ؟
2 – ما هي أولويات التغيير ؟
3 – ما هي وسائل التحرك والضغط المتاحة ؟ قراءة المزيد
هذا اللقاء الذي عقد في فندق مونرو إستهل بالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة إنطوان واكيم عضو مجلس أمناء وإدارة الملتقى حيث أشار إلى اللقاء الأول الذي عقد في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي مع هيئات المجتمع المدني ومجموعة الحراك فيه واللقاء الثاني في الثالث من آذار الماضي مع الفاعليّات الإقتصادية وقال : “نحن فخورون بأن نلتقي وإياكم أنتم نقابات المهن الحرّة بما تشكلون من ريادة معرفيّة وكفاءات إبداعية وإلتزامات أخلاقية وطاقات تنموية ما يجعلكم في صميم موقع إمكانية التأثير في صناعة القرار لعقد وطني جامع ومنتج وهذا هو خيار ” ملتقى التأثير المدني ” ولطالما شكّلتم في نقاباتكم ديناميّة تغيّير من أجل لبنان أفضل موضحاً بأن أفضل طريقة لإستشراف المستقبل هي في صنعه”.
بعدها أفتتح اللقاء الحواري بإدارة يوسف الزين عضو مجلس أمناء الملتقى.
الهاشم
وكانت الكلمة الأولى للمحامي إنطونيو الهاشم / نقيب المحامين في بيروت الذي قال: “ساتحدث من موقعي الحقوقي كنقيب للمحامين لأعلن أن لا إصلاح في الحياة السياسية اللبنانية من دون إنتفاضة إصلاحيّة في القضاء وورشة لتحديث التشريعات الدستورية منها والقانونيّة مضيفاً بأننا لن نتعب من العمل على إصلاح القضاء وتعزيز إستقلالية القاضي وإصلاح القوانين التي تقوم عليها هذه السلطة كون القضاء في لبنان يعاني نقصاً كبيراً في إستقلاليته ويواجه أزمة ثقة فعليّة بين الناس داعياً لكسر المتحجرات التي فرضت على القضاء أن يكون صامتاً وبأن يخرج القضاة عن صمتهم ويعلنوا رأيهم في قوانين السلطة القضائية ومآذاراتها وتحدياتها والضغوط عليها وحتى فسادها”.
وختم: “ليكن لنا عهد جديد نبحث فيه بهدوء مضمون الشراكة الوطنيّة والعقد الإجتماعي اللبناني ونعّدل الدستور والقوانين بالتوافق ونبني نظاماً سياسياً متيناً عماده العدالة الإجتماعيّة والإستقرار الأمني و الإزدهار الإقتصادي”.
شهاب
وفي كلمة المهندس خالد شهاب / نقيب المهندسين في بيروت قال: “إن إجتماعنا اليوم هو تعبير للفاعليّة الكبرى التي ينتجها تعاضدنا نحن المجتمع المدني المهني المتحرّر من قيود التفكير الضيّق إلى رحاب الوطن فنحن أهل المسؤولية الحقيقيّة وقد اخذنا زمام الأمر في مبادرة العمل الثابت والهادف ولن نتوقّف عند حد إلاّ ونشجع وندعم ونساند كل حركة و نشاط له أبعاده المختلفة في العلم والثقافة الواعية”.
وأشار إلى أن أجدادنا بنوا هذا البلد بعرق جبينهم وهم يستأهلون منّا جميعاً أن نناضل ونكافح ونجاهد لحمايته وتتطلّب عملية الحماية خطوات كبيرة أهمها :
1 – الإنتماء الجدي للوطن ومآذارة المواطنيّة الحقّة بكل مفاصل الحياة .
2 – الحاجة لتدعيم هيكل لبنان المتصدّع الذي يبدأ بإنتخاب رئيس للجمهورية .
3 – ضرورة التعاون بين السلطة والمجتمع المدني .
4 – تفعيل دور المؤسسات التشريعية والتنفيذية وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية .
5 – تفعيل أجهزة الرقابة الرسمية لوضع حد للفساد المستشري.
6 – إبعاد الجيش والقضاء عن السياسة .
وختم “إننا نسعى في إتحاد المهندسين اللبنانيين لوضع الدراسات والحلول لكل المعضلات التي تواجهنا وسنعمل على هندسة الأزمات المتلاحقة”.
الحاج
وتكلّم الدكتور جان الحاج ممثلاً البروفسور أنطوان بستاني / نقيب الأطباء في بيروت فقال: “دعونا منذ البدء نسلّم بأن التعددّية السياسية أو الدينية ليست مشكلة بحد ذاتها وتأكيدنا على ذلك هو وجود الإصطفافات ضمن الفريق الواحد فبحسب رأينا أن التعددّية تعكس حرية الفكر والإعتقاد ويبقى أن المشكلة تكمن في أشكال التعبير عن التعدديّة”.
واشار إلى أن المآذارات دلّت على أننا تقسيميون حيث قسّمنا أرض الوطن والسماء والماء والهواء وكل شيء بما فيه الإعلام والرياضة والإنماء ومؤخراً البغاء .
ودعا الشعب المتمثّل اليوم بكل حراك مدني نبيل لأن يواظب ويثابر تماماً كما كان القادة الرومان ينهون خطبهم إبّان حربهم مع قرطاجة بعبارة ” يجب أن تسقط قرطاجة” للدلالة على تصميمهم المطلق وسقطت قرطاجة .
هارون
وقال المهندس سليمان هارون نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان في كلمته “إنّ المشكلات التي يعاني منها لبنان هي ليست فقط أساسية وإنما وجودية حيث أنه ينبغي البحث إذا كان لبنان هو فعلاً موجود كدولة بكل ما للكلمة من معنى ومن ثمّ إذا ما كانت هذه الدولة محصّنة في وجه العوامل التي تسبب تآكلها وقد توصلها إلى الإنهيار”.
وتابع بإن نجاح أية ديمقراطيّة ليبراليّة عصرية تتأمن من خلال ثلاثة مرتكزات : الدولة , حكم القانون وحكومة تخضع للمحاسبة وأن أي عملية إصلاحية حقيقية نراها في وضع كتاب تاريخ موّحد والتشديد على مناهج التربية المدنية والعمل على إلغاء الطائفية ووضع قانون للإنتخابات .
المصري
وتكلّم المهندس مرسي المصري ممثلاً المهندس ماريوس البعيني نقيب المهندسين في طرابلس حيث رأى أن لبنان يمر بمرحلة صعبة لابل هي من أصعب مراحل تاريخه على كل المستويات السياسية والأمنية والثقافية والإجتماعيّة والإقتصادية وهذا ما يستدعي منّا العمل المتواصل مع السلطات والتعاون المتكامل مع مختلف هيئات المجتمع المدني للوصول إلى رؤية تنسجم مع السياق العام للتنمية والإصلاح وتحديد مفهوم شامل للإنماء المتوازن وتوجيهه كي يصبح وسيلة للتمكين الإقتصادي والتقدّم الإجتماعي في كافة المناطق اللبنانية.
حبيب
نقيب الأطباء في طرابلس إيلي حبيب قال “اليوم في الذكرى ال 41 للحرب الأهلية في لبنان نقف أمام حقيقة ساطعة حيث بتنا نترّحم على الماضي والحقيقة أصبحنا أمام نوع جديد من الحروب الأهلية إنها الحرب الأهلية الباردة القابلة للإنزلاق نحو الأسوأ سيما وأن أمراء السياسة والطوائف في لبنان يمعنون في نهش الدولة بخطاب طائفي مذهبي والإصرار على نهب المال العام والوطن والمواطن”.
خير
أمّا المحامي عبد السلام خير ممثلاً نقيب المحامين في طرابلس المحامي فهد المقدّم فقد إعتبر في كلمته بأن المدنيّون مدينون من واقعهم المأزوم إلى واقعهم المرتجى وهناك مشكلة إسمها لبنان موجودة منذ كان هذا الكيان ونحن لم نستطع أن نعبر إلى الدولة وبقينا خارج منطق المؤسسات حيث أن كل القوانين المكتوبة لا تستطيع أن تبني دولة وبالتالي علينا تحديد المشكلة وآليات الحل لكن الواقع أن كل واحد منّا يطرح المشكلة من زاويته الشخصية ووفق مصالحه موضحاً بأن التغييّر يأتي من قبل المثقفين والمفكرين .
داغر
وعن نقابة وكالات الإعلان تكلّم السيد سيرج داغر حيث حدّد المشاكل الأساسية التي يعاني منها لبنان اليوم وهي : الطائفية وفشل النظام السياسي وسقوط مفهوم الدولة والإنهيار الإقتصادي . ورأى في الحلول وجوب الإقرار بالتعددية واللامركزية الإدارية الموسّعة وتحييد لبنان .
وعن آليات الحل أكد ضرورة إنخراط القوى الحيّة في الشأن العام وبناء رأي ضاغط وإستعمال الإعلام والإعلان والتواصل الإجتماعي والقوانين والتشريعات وتفعيل وتحرير أجهزة المحاسبة .
يونس
وقال السيد جورج يونس ممثل رئيس إتحاد نقابات المؤسسات السياحية السيد بيار الأشقر في كلمته “بأننا نطمح لإنشاء وطن تعددي مبني على التآخي والمحبة والسلام والتفاهم بين أبنائه كما نطمح لإنشاء دولة لجميع أبنائها المقيمين والمغتربين مبنيّة على القانون والعدالة والمساواة لإحياء العيش المشترك وإنتظام المؤسسات التي تؤمن إحتياجات المواطنين”.
ودعا لوضع خريطة طريق تؤمن الإصلاح من خلال ترشيد المواطن على أهمية مشاركته في الحياة العامة والمطالبة بقانون جديد للإنتخابات والإنتفاضة السلمية الشعبية وإنتخاب رئيس للجمهورية .
عبد الحق
وعن نقابة الطباعة في لبنان تكلّم السيد نبيل عبد الحق فأعتبر أن الأساس في المعالجة هو الشأن التربوي والثقافي وهو الكفيل وحده بضخ روح المواطنة في جيل الشباب لأن الأفراد في هذا العمر تسهل تنشئتهم بالشكل الذي يلائم المجتمع والشعب وإننا نعني بالتربية والثقافة الكتاب وحده وهكذا تكون حركة الطباعة الباب الذي يؤدي إلى وضع أولادنا على الطريق الصحيح لإن الشباب الذي يقرأ بكتب وطنية واضحة لابد أن يكون ولاؤه للوطن.
الزعني
وقال الدكتور روني الزعني ممثلاً نقيب الصيادلة الدكتور جورج صيلي بأن الهدف من إطلاق هذه المبادرة يساعد بلا شك على بناء خطة عمل وطنيّة مع أولويات إصلاحيّة سيما وأن الواقع المأساوي الذي وصلنا إليه ليس إلاّ نتاج تراكمات الحرب اللبنانية والنزاعات الناجمة عنها إضافة إلى الخلافات السياسية الداخلية والخارجية وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة وكل هذه العوامل أوجدت مشكلات هي: غياب التشريع والتخطيط والرؤيا وترهل الإدارة وعدم ضبط الحدود.
قليمة
وتكلّم الدكتور خليل قليمة ممثلاً نقيب أطباء الأسنان في طرابلس الدكتور أديب زكريا فقال : إنّ الطائفية والمحسوبية التي تفشّت بشكل فاضح بعد إنتهاء الحرب الأهليّة زعزعت مفاهيم المواطنية والولاء للوطن حيث أصبح الولاء للطائفة والزعيم السياسي والذين حاربوا الإقطاع السياسي هم اليوم عرابي الإقطاع الطائفي. ورأى أنه من أجل معالجة المشكلات في لبنان لابد من إعادة تكوين السلطة عبر إنتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون للإنتخاب ومكافحة الفساد .
خيرالله
وإعتبر نقيب أطباء الأسنان في بيروت الدكتور كارلوس خيرالله بأن المشكلة الأساسية في لبنان هي الطائفية وتساءل كيف يمكن بناء دولة عادلة في ظل وجود 17 قانون و17 طائفة ورأى أن غياب القانون العادل والهيئات الرقابية سببه إرتهان الجسم القضائي للسياسيين مقترحاً العلمانية وقانون مدني للأحوال الشخصية.
يحيّى
وبعد إستراحة عقب هذه المداخلات الماراثونية كانت مداخلات لعدد من ممثلي هيئات المجتمع المدني توقفوا فيها عند بعض العناوين في الكلمات التي قيلت وتّمت مناقشتها ثم الكلمة الأخيرة للدكتور منير يحيّى عضو مجلس أمناء وإدارة الملتقى حيث إعتبر أن البعد التمثيلي للمشاركين في الحلقة يعطي المبادرة الوطنية – الحوارات المفتوحة زخماً إستثنائياً حيث هناك ما يزيد عن 60 ألف مهندس و14800 طبيب و14500 محامي و9000 صيدلي و157 مستشفى خاصة مع ما يقارب 22000 عامل لديها 43 وكالة دعاية وإعلان 700 دار نشر 2000 معالج فيزيائي محرري صحف وأكثر من 1000 صحافي إضافة لمشاركة 100 مجموعة من المجموعات المدنية في الحلقة الأولى وضمت الحلقة الثانية الهيئات الإقتصادية برمتها مع جمعية الصناعيين وتجمع رجال الأعمال وهو ما يشبه كرة الثلج التي تكبر في إطار محاور ثلاثة : عناويين التغيير , أولوياته وآلياته , تحت سقف الدستور والدولة والعيش المشترك .
وأكد الإستمرار مع الطلبة والإعلام في الحلقات القادمة ويبقى السؤال , وماذا بعد ؟
وهل من نافذة للإنقاذ الوطني؟ خريطة الطريق واضحة أمامنا : سيعقد إجتماع تمثيلي لكافة المشاركين تعرض خلاله العناوين المشتركة بناءً لكافة المداخلات والنقاشات , النسب المئوية للمواضيع الجامعة والمختلف عليها ويبدأ العمل بعدها على عقد مؤتمر وطني عام دائم ومتحّرك وفاعل تترجم معه خطوات تنفيذية نحو ضغط شعبي يجب أن يعرفه لبنان للمرة الأولى لإنتاج حوكمة سليمة للنظام التشغيلي ومؤسساته الدستورية .
الّلقاء الرابع - البلديّات
24 تشرين الثاني 2016
شارك أكثر من 100 من رؤساء وأعضاء اتحادات البلديات والمجالس البلدية في لقاء حواريّ هو الرابع ينظمه “ملتقى التأثير المدني” ضمن مبادرته التي تهدف إلى رسم صورة متكاملة عن طموحات المجتمع المدنيّ اللبنانيّ على كل المستويات.
وأجاب المتحدثون في كلماتهم عن ثلاثة أسئلة: ما هي المشاكل التي يعانيها لبنان إنطلاقا من مشاكل العمل البلدي ومعوّقاته، وما هي الحلول والأوليات الإصلاحية التي تساهم في تفعيله وتطويره، وأخيرا ما هي آليات التحركّ المشتركة التي ينبغي اعتمادها لتحقيق ذلك.
وشرح المتحدثون أبرز المشاكل التي تعوق عمل البلديات، كالفساد والبيروقراطية والروتين الإداري وضعف التخطيط والتنظيم، وشددوا على ضرورة دفع مستحقات البلديات بانتظام كي تتمكّن من إنجاز برامجها، وتوحيد الجهود بين البلديات ذات الأهداف المشتركة والمتجاورة جغرافياً، وقدّم عدد منهم اقتراحات منها تخصيص وزارة للإدارة اللامركزية والبلديات، وإنشاء بنك يسّمى بنك الإنماء المحلّي أو البلدي يؤمن قروضاً ميسّرة للبلديّات، وإنشاء معهد وطني لتدريب المنتخبين، وسواها. قراءة المزيد
واستهل اللقاء بكلمة لعضو مجلس أمناء وادارة “ملتقى التأثير المدني” المهندس إيلي جبرايل الذي شدد على أن أهميّة اللقاء الحواري للبلديّات “مضاعفة لأنها تترافق مع عودة الحياة إلى الدولة ومؤسساتها، ومع عهد رئاسي جديد آت بزخم إرادة وطنية جامعة للخروج من المسار الإنهياريّ، وإطلاق مسيرة الإستقرار والإزدهار والتنمية”. وأضاف: “لأنّ العمل البلديّ ركن أساسيّ في عملية التنمية، ولأنّ اللامركزية الإدارية أحد العناوين الرئيسية لهذا العهد الواعد، نأمل في أن تكون كلمتنا مسموعة أكثر من أيّ وقت مضى”.
وأوضح جبرايل أنّ “أهميّة هذا اللقاء تتمثل في أنه يندرج في إطار مبادرة أوسع، تهدف إلى رسم صورة متكاملة عن طموحات المجتمع المدنيّ اللبنانيّ على كل المستويات”. وشرح أن اللقاء هو حلقة رابعة من سلسلة اللّقاءات الحوارية التي يقيمها “ملتقى التأثير المدني” ضمن مبادرته الوطنية، والتي ضمّ أولها 40 مجموعة وهيئة من المجتمع المدنيّ، فيما خصص الثاني للفاعليات الاقتصادية، وجمع الثالث نقابات المهن الحرّة”. وقال إنّ “هذه المبادرة تهدف إلى إطلاق ديناميّة تواصل بين كلّ قطاعات المجتمع المدنيّ وقواه الحيّة وكفاياته العلميّة والفكرية والنقابية والشبابية، تشكّل أساسا لتكوين مجموعة ضغط تساهم بفاعلية في رسم مستقبل لبنان، وفي بلورة السّياسات العامّة التشغيلية والإقتصادية والإجتماعية”.
ولفت إلى أنّ “ملتقى التأثير المدني” يسعى من خلال هذه المبادرة إلى إنجاز خريطة طريق علميّة وعمليّة تحدّد الإشكاليّات والأولويّات وآليّات التحرّك المشتركة للتّغيير، وصولا إلى بناء عقد وطنيّ جامع ومنتج في ظلّ حوكمة سليمة وسياسات اقتصاديّة – اجتماعيّة مستدامة”.
واعتبر جبرايل أن “اللقاء مع هذه المجموعة من رؤساء البلديات واتحادات البلديات وأعضائها، يشكّل خطوة إضافية نحو رسم خريطة طريق واضحة لمعالجة هذا الخلل البنيوي الخطير، تكمن أهميتها في أنها نابعة من أصحاب التجربة العملية في هذا المجال، وممن لمسوا ويلمسون الواقع البلديّ من كثب”. وختم بالقول: “كل أملنا أن يتلقف المعنيون ما سيصدر عن هذا اللقاء، فيكون أساسا متينا لأي خطط تطمح إلى تطوير العمل البلدي في المرحلة المقبلة”.
عضيمي
ثم ممثل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في لبنان ومدير المكتب التّقني للبلديّات اللّبنانيّة بشير عضيمي كلمة قال فيها إن “البلدية تشكل اليوم الاطار الاساسي لارساء مفاهيم التنمية المحلية ومفاعيلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها عبر العمل على تنمية القدرات والموارد البشرية وهي بهذا المفهوم، تتخطى الدور التقليدي”. وشدد على أن “اللامركزية ليست رفاهية أو اقتراحاً، بل حاجة ومطلب معلن من مبادئ الأمم المتحدة التي تحث الدول الاعضاء على اعتمادها كل حسب أوضاعها واحتياجاتها، كما انها مبدأ من مبادئ منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بالعمل على تطبيق اللامركزية”.
وأضاف: “إن العلاقة بين التنمية البلدية المحلية واللامركزية وثيقة جداً. إذ أنه لن يكون هناك تنمية بلدية محلية إن لم تتمتع البلدية بحد أدنى من حرية القرار والتحرك وهذا يتم عبر التشريعات اللامركزية التي تنيط بالبلدية مسؤولية القيام بالتنمية المحلية وليس فقط كما هو الحال اليوم بتصريف بعض الاعمال الادارية والقيام ببعض النشاطات، فبقدر ما تعطي التشريعات اللامركزية سلطة القرار وإمكانيات التنفيذ للبلديات يتقدم الدور البلدي ليكون الرافعة الفعلية للتنمية المحلية”.
وإذ أشار إلى أن “البلدية في لبنان هي المستوى الأول والأوحد لمفهوم اللامركزية كما أن القانون البلدي الحالي في لبنان مقبول جداً وهو تعبير متقدم للامركزية حيث يعطي للبلديات مجالات كثيرة للتحرك”، لاحظ أن “الرقابات المتعددة إضافة إلى التعاميم المقيِّدة للعمل البلدي وعدم إحترام المهل في توزيع العائدات المالية وغيرها من العوائق تقيّد العمل البلدي شكلاً ومضموناً”.
وقال إن ثمة عوائق عدة أمام تعزيز المؤسسة البلدية، منها “ضعف المؤسسة البلدية بشكل عام، لجهة عدم جهوزية البلديات والاتحادات للامركزية الادارية، وعدم وجود مركز للموارد لمدّ البلديات بالمعلومات والإحصاءات، وعدم وجود مركز تدريب للمنتخب وللموظف البلدي أو حتى للشرطي البلدي، ونقص الجهاز البشري وضعفه لدى البلديات وتعقيدات التوظيف وضعف المحفزات والرواتب، وضعف الموارد المالية بشكل عام”.
كذلك أشار إلى “غياب الرؤية البلدية لدى الدولة، لجهة غياب برنامج وطني خاص للبلديات، وغياب الدولة عن بعض المناطق في ظل مركزية شديدة وضعف قدرات المراكز اللاحصرية، وحصر العلاقة مع البلديات بالرقابة وعدم تمكين البلديات والاتحادات من تنمية هذه المناطق من خلال تطوير وتفعيل اللامركزية، وعدم إحترام الدولة للمهل في توزيع العائدات المالية وعدم ملاءمة قانون العائدات والرسوم للواقع الاقتصادي”. وتحدث عن “عيوب أساسية في قانون البلديات، منها أن المقيم لا يصوّت، وعدم الإنتخاب المباشر لرؤساء البلديات من قبل المواطنين، وإعادة طرح الثقة بالرئيس بعد 3 سنوات”.
وعن الاولويات الاصلاحية لمعالجة هذه المشكلات، شدد على ضرورة “تكوين نظرة متكاملة للموضوع البلدي من أجل إطلاق ورشة عمل تبحث هذه المشكلات”. وأشار إلى أن “هذا الأمر من واجبات الدولة المركزية التي تمسك بمفاصل العمل البلدي مالياً ورقابياً وإدارياً. ومن واجبات البلديات أيضاً تقديم مقترحات في هذا الشأن”.
عيتاني
واستهلت الجلسة الحوارية التي أدارها جبرايل وعضو مجلس أمناء الملتقى وإدارته الدكتور منير يحيى، بكلمة لرئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني فرأى في الحراك المدني الذي شهده لبنان العام الفائت “تجربة تستحق التوقف عندها للتعلّم من أخطائها والبناء عل إيجابياتها”.
وتابع: “تُطالعنا من بين جملة المُشكلات التي يُواجهها لبنان، مُشكلة أساسيّة، هي غِياب التواصل مع المواطنين، وهذا ما قررنا منذ بدء ولايتنا العمل على تذليلهِ، واخترنا لذلك أكثر من سبيل، من بينها اللقاءات الدائمة مع الجمعيات والمشاركة في أنشطتها ودعمها، أو عبر التواصل اليومي مع الناس من خلال زيارة أحياء العاصمة واللقاء بالمواطنين، أو عبر أسلوب الباب المفتوح، حيثُ نستقبل كل من يُريد من المواطنين دون موعد يوماً في الاسبوع، أو عبرَ التفاعل مع كل أشكال العمل الاجتماعي والمطلبي، ومتى بدأت معالجة مشكلة التواصل، تبدأ أولى خطوات معالجة باقي المشكلات، وما أكثرها للأسف”.
وأضاف: “إذا كانت أزمات النفايات والطرق والمواصلات والنقل والمياه والكهرباء والتلوّث والصحة والبيئة وغيرها من بين كل الهموم التي تتراكم أمام المواطن اللبناني، فإننا في بلدية بيروت قررنا أن نعمل بالتوازي على هذه المشاكل وفق مسؤولياتنا وبالتعاون مع وزارات وإدارات الدولة المعنيّة، وعلى مراحل قصيرة الأجل ومتوسطة وطويلة الأجل، لكي تأتي المُخرجات على قاعدة منطقيّة علميّة قابلة للتنفيذ، وبعيدة عن الشَعبوية والمزايدات وتسجيل النقاط”.
وأكد انفتاح المجلس البلدي في بيروت “على جميع المُهتمين والمعنيين بأي من هذه الأزمات التي تقّض مَضاجع أبناء العاصمة وسُكانها”، واستعداده “للاجتماع واللقاء والتواصل مع كل جهة ترى أنّ لديها اقتراحاً أو خطة أو فكرة لأي حل، وللنقاش فيها ودعمها متى توافرت فيها مقومات النجاح وضمانات العمل الصحيح”.
وإذ كرر استعداد البلدية “للتجاوب مع المبادرات البنّاءة التي يطرحها المجتمع المدني”، قال: “بدأنا فعلاً في معالجة عدد من المشاكل، حيثُ كان لنا دور واضح في وقف مشاهد تراكم النفايات مجدداً في العاصمة بيروت بعد أزمة شركة سوكلين مع عمالها، ونُطلق اليوم في هذا المجال مُناقصة واضحة وشفّافة لكنس وجمع النفايات وفق معايير عالميّة تعتمد وتُشجع المواطن على فرز النفايات من المصدر، على أن تَليها خطّة أخرى للمعالجة نُعلن عنها فور اكتمال الشروط الصحيّة والبيئية، كما أننا باشرنا بخطوات واضحة في تأهيل الطرقات والبنى التحتيّة والمساحات العامة والأنارة، وعلى المستوى الصحي أيضاً، وسيكون للمجلس البلدي قريباً مؤتمر صحافي يُعلن فيه كل الخطوات التي تمّت وتلك المنوي تنفيذها في مختلف المجالات”.
وأكد أن “المشاكل التي يعرفها الجميع تحتاج إلى تضافر الجهود لتحويل النظريات عملاً على أرض الواقع، وذلك بتشخيص كل مشكلة على حدة وتحديد أولويات العمل فيها، وآليات التحرّك التي يتوجب اعتمادها، والانطلاق معاً للتنفيذ”. وختم قائلاً: “اليوم نُطلق أولى هذ الخطوات بدعوتنا كل من لديهِ أي اقتراح أن يطرق باب المجلس البلدي الذي سيكون بانتظاره بقلبٍ مفتوح وعقلٍ منفتح للوصول الى الحلول المنشودة”.
السعودي
أما رئيس اتحاد بلديات صيدا – الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، فلاحظ أن “أهم المشاكل التي يعانيها لبنان هي الكهرباء وتليها النفايات”. وذكّر بأن “صيدا كانت تعاني مشكلة كبيرة هي النفايات إذ كان فيها جبل للنفايات تراكم على مدى 30 سنة وبلغ ارتفاعه 58 متراً”. وأشار إلى أن “المدينة تمكنت من حلّ المشكلة، من خلال وقف رمي النفايات في الجبل، وإقامة معمل لمعالجة النفايات”. وتم تقديم شرح لطبيعة عمل المعمل. وأشار إلى أن بلدية صيدا “تدرس معالجة مسألة الكهرباء على غرار البلديات الكبرى الآخرى في لبنان”.
جبارة
ثم تحدث رئيس بلديّة الجديدة – البوشريّة – السدّ أنطوان جبارة، فذكّر بأن “المادة الأولى من قانون البلديات تنص على أنّ البلديّة تتمتّع بالاستقلال المالي والإداري”، قال:”بدأنا نفتش عن الاستقلال الإداري فلم نجده وعن الاستقلال المالي فأيضاً لم نجده”. ولاحظ أن نصوصاً وتعاميم من خارج قانون البلديات دخل على هذا القانون وأخذت من رئيس البلديّة صلاحيّاته فأصبح في نهاية المطاف على غرار معقّب المعاملات يلاحق مشاريعه من دائرة إلى أخرى بدلاً من أن تكون البلدية من يقرّر وينفّذ”.
وأضاف: “باستثناء طرابلس وبيروت حيث ثمة مكاتب فنيّة هندسية، تخضع بقية البلديات للمكتب الفني للتنظيم المدني أو في اتحاد البلديّات وهذا أدى إلى أنّ أيّ مشروع يدرس يستغرق نحو شهرين”. وشدد على ضرورة “أن تطبق البلديات قانونها”. وأضاف: “على الدولة أن تخفّف قليلاً من الإجراءات الإداريّة القاسية على البلديّات والتي تعرقل عمل البلديات”. وأضاف: “البلديات مستقلّة وهي نواة للامركزيّة، ونحن لسنا سعاة بريد، فموظف صغير في الدولة يمكن أن يرمي 5 أو 6 أشهر من الأعمال بشطبة قلم”. وختم قائلاً: “نأمل في إزالة كل العراقيل التي توضع أمام البلديّات حتى تصبح فعلاً سلطات فاعلة وأن تكون حقيقة جزء أساسي من نهضة الوطن”.
أبو كروم
وكانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني المهندس يحيى أبو كروم الذي رأى أنّ “فرص المشاركة والتغيير قد تكون أوفر حظاً أمام الوحدات المحلية الملتصقة بهموم الناس واحتياجاتهم مباشرة والتي تتمثل بالدرجة الأولى بالبلديات”. وسأل أبو كرّوم ” لماذا تتقدم مكانة البلديات في العالم وتكاد تتصدّر بأهميتها كافة مؤسسات الدولة في الانماء والخدمات، وتتقهقر بمعظمها في أوساطنا المحلية أمام بسيط المعضلات والاستحقاقات؟”.
وأدلى أبو كرّوم ببعض الاقتراحات لتطوير العمل البلدي ومن أبرزها: “تمكين البلديات من خلال تأمين الموارد ودفع المستحقات، والتدريب المستمر للكوادر وأجهزة البلديات، وإنشاء الاتحادات التي من شأنها تأطير البلديات كقوى وطاقات متعددة تعزز مكانتها وتسهيل مهمة التخطيط الاستراتيجي و تأمين التمويل لمشاريع تنموية” .
وطالب بـ”تحديث القوانين و اصدار التشريعات الملائمة لتطوير العمل البلدي، ومن أبرزها تعديل القانون الانتخابي لجهة خفض سن الاقتراع و مشاركة المرأة، ولجهة الحد الأدنى من المستوى العلمي لرؤساء البلديات (جامعي أم ثانوي)”.
ودعا إلى “التخطيط المدعوم والموجه من قبل الوزارة ليطال البلديات كافة، كلّ بحسب احتياجاته، لتحقيق الانماء المتوازن، وذلك يشمل تشبيك الخطط الاستراتيجية المنبثقة عن البلديات المتمكنة والاتحادات للتوصل الى خطة تنموية شاملة لكل بلديات لبنان”. واقترح في هذا الإطار “انشاء مديرية للتخطيط في كل وزارة”.
ولفت إلى “تغييب دور البلديات في الكثير من الاستحقاقات وإهدار حقوقها وحجب الموارد والمستحقات عنها لأسباب ومعايير قد تكون غير منطقية، إضافة الى خلل جسيم في توزيع حصص البلديات وخصوصاً تلك التي طرأ عليها تطور وتغيير ديموغرافي وازدياد استثنائي في عدد السكان ( بسبب نزوح داخلي أو غيره)، وهو غير ملحوظ في سجلات سلطة الوصاية المستندة عادة الى لوائح الشطب”.
ودعا في هذا الاطار إلى “أنْ تؤخذ في الاعتبار الزيادة السكانية الملحوظة في جداول التكليف والتي ترتب على البلديات أعباء جمة لجهة الخدمات والبنى التحتية وغيرها تفوق قيمة الموارد المتأتية من تكليفها”، مقترحاً “أنْ توزّع المستحقات بطريقة عادلة، بحيث تستند نسبة 50 % إلى لوائح الشطب لضمان حقوق البلديات التي نزح منها عدد من سكانها، وتكون نسبة 50 % منها بالاستناد إلى جداول التكليف لإعطاء حقوق البلديات التي تتحمل أعباء هذه الزيادة”.
حرفوش
أما رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش ، فلفت إلى “تأسيس لجنة من 8 رؤساء بلديات صاغت أفكارها ضمن خطة واضحة المعالم عبر الاستعانة بشركة استشارية وضعت دراسة تحليليّة لكل قطاع تضيء على المشاكل التي تواجه المنطقة كالجيولوجيا والتربة وتوزيع السكّان والغابات والينابيع والمياه”.
وأضاف: “درسنا 9 قطاعات هي البنى التحتيّة والثقافة والصحّة والتنمية الاجتماعية والسياحة والزراعة والتخطيط المدني والبيئة والصناعات الخفيفة، وانطلقنا من دراسات موجودة أهمها المخطط التوجيهي العام للأراضي اللبنانيّة وجمعنا كل الدراسات الموجودة في الوزارات كي نضع دراستنا وبالنتيجة وضعنا كتاب، وانطلقنا من أهم فكرة هي الحفاظ على الأرض وبناء المستقبل”.
وقال: “بعدها وضعنا الرؤية وهي تقوم على العمل على تنمية مختلف القطاعات الحياتية لقرى منطقة جزين مع المحافظة على الارث الطبيعي والمعماري بما يراعي شروط ومعايير بيئية عالية الجودة. وكذلك العمل على تنظيم التمدد العمراني وحماية المساحات الخضراء وتأمين شروط للنمو الاقتصادي تسمح بإطلاق مشاريع تستقطب الزوار والمستثمرين وتساهم في خلق فرص عمل لابناء القرى وذلك ضمن إطار عمل مؤسساتي منهجي يرتكز على العمل بشغف ومصداقية ويشكل المرجع الاول الذي يقود متحدا عملية التنمية ضمن خطة متكاملة ومستدامة”.
وتابع: “وضعنا 4 توجهات استراتيجية هي تطوير الأنشطة السياحيّة ومنطقة جزين غنيّة بيئياً وبالتالي يمكنها أن تستقطب سيّاحاً بيئيّين خصوصاً وتمتين النسيج الاجتماعي والتنمية الاجتماعية لأنّه إذا لم يواكب المجتمع ما نقوم به سنفشل، وكذلك تعزيز الصناعات الخفيفة كي لا نلوّث الطبيعة الجميلة عندنا والزراعة التي عانت كثيراً خلال الحرب وتوجيه المزارعين نحو الزراعات المنتجة وتثبّتهم في أرضهم”.
وقال: “حدّدنا في هذا السياق 70 مشروعاً ووضعنا دفاتر شروط لعشرة مشاريع وأولويّات لكل منها. وقد أشركنا المجتمع المدني عبر لجان. ووضعنا شرعة كي يرى المواطن أنه مشارك معنا وكانت آخر نقاطها دفع الرسوم كي نتمكّن من العمل وهي نوع من الالتزام المعنوي للمواطنين كي يكونوا معنا في التنمية المستدامة”.
وعرض حرفوش لعدد من المشاريع كتأهيل بعض المعالم السياحيّة وبعضها تضمّن الشراكة مع القطاع الخاص مثل مشروع “بيت الغابة” في بكاسين الذي يهدف إلى استقطاب السيّاح الذين يقدّرون الطبيعة والتراث.
وعلى المستوى الزراعي تناول حرفوش كيفيّة توجيه المزارعين كي لا يزرعوا غرسات ليس لها تصريف في السوق فكان القرار بجمع المزارعين في تعاونيات كـ”الجمعيّة التعاونيّة لمزارعي الزيتون في منطقة جزّين”، ودعمها وتعمل مع شركات خاصة وهو مثل أيضاً على الشراكة مع القطاع الخاص، وهذه الشركة تشتري كل المحاصيل من المزارعين من زيتون وصنوبر وتتولّى تحضيره وتصريفه.
وسياحياً وضعت خارطة سياحيّة للمنطقة لأهم معالمها ورُسمت مسارات لهواة المشي في الطبيعة، وهناك تواصل مع الموطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك ولمراقبة الأعمال التي تنفّذ تمّ وضع 70 مؤشّر نمو للقطاعات التسعة تُبيِّن نمو كل منها والنمو العام لها كلّها.
اللقّيس
وأثار رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقّيس عددا ًمن الإشكاليّات القانونيّة المتعلقة بالعمل البلدي، فقال إن “المرسوم الاشتراعي الرقم 118 نص على أن البلديّة تخضع لمراقبة السلطة المركزيّة وتدقيقها، وفي الوقت ذاته هي شخصيّة ومعنويّة تتمتّع باستقلاليّة ماليّة وإداريّة، فكيف لها أن تآذار هذه الاستقلاليّة”.
ولاحظ أن “صلاحيّات الأعضاء في إطار اللجان تمنحهم حق عرقلة عمل رئيس البلديّة بالتمنّع عن توقيع المعاملات الإداريّة لصرف الأموال. وهذا ما يجعل رئيس السلطة التنفيذيّة خاضعاً للمستوى الأدنى (الأعضاء) والمستوى الأعلى (المحافظ – التنظيم المُدُني – ديوان المحاسبة…)”.
وذكّر بأن “وزير الداخليّة والبلديّات منع البلديات في مراكز المحافظات والأقضية من إعطاء رخص البناء، وأبقى هذه الصلاحية في البلديّات الأخرى. وهكذا انتشرت المخالفات والرشاوى. وخلّفت جواً سلبياً لدى المواطنين”.
وتطرق إلى “مشكلة الروتين الإداري”، فشرح أن “المشاريع الإنمائيّة التي تكون البلديّة قد أنهت دراستها واستكملت ملفّاتها تُرفع بالتسلسل الإداري إلى المحافظ أو القائمقام ومنه إلى التنظيم المُدنُي ثم تُعاد لرفعها إلى وزارة الداخليّة ومنها إلى ديوان المحاسبة، وهذا الأمر يستلزم فترة طويلة للإنجاز، وهو ما يتسبّب بفرق في الأسعار وبالتالي إعادة الدراسة”. وأضاف: “أثناء إجراء المناقصات قد ترد عروض متدنيّة لكنّها غير موثوق بها، وهذا ما يستوجب إعادة المناقصة وبالتالي المزيد من التأخير في التنفيذ”.
ورأى أن من المشاكل “عدم إشراك البلديّات في دراسة ووضع دفاتر الشروط للمشاريع التي تُنفّذ من قبل السلطات المركزيّة ضمن النطاق البلدي”.
وتحدّث عن مشكلة تتعلق بالرسوم البلديّة، فقال إن “الدولة والمصالح والمؤسّسات العامة تستوفي رسوماً لصالح البلديّات، لا تدري البلديّات قيمتها الفعليّة، وثمّة إشكاليّات حول آليّة توزيع الأموال، وأحياناً التأخير في توزيعها”. وأشار إلى “وجود شكوك حول الرسوم التي تستوفيها شركة الكهرباء ورسوم الهاتف الثابت”. وأبرز أن “إلغاء براءة الذمّة البلديّة من المعاملات الإداريّة قد أثّر سلباً على جباية الرسوم البلديّة المباشرة”. وشدد على أن “كل هذه الأمور تحول دون تمكين البلديّة من وضع موازنتها السنويّة وخططها السنويّة والاستراتيجيّة بشكل دقيق”.
ولفت إلى أن ثمة مشكلة تتعلق بالإدارة الداخليّة والموظّفين، موضحاُ أن “رئيس البلديّة، كي يقوم بدوره في تنفيذ القرارات البلديّة، يحتاج إلى فريق عمل لديه الكفاية المهنيّة في الاختصاصات كافة، وهذا غير متوافر في معظم البلديّات بسبب آليّة التوظيف المتّبعة التي لا تراعي معايير الكفاية والحاجة إلى الموظّفين”. وأشار إلى أن ثمّة “أعداداً من الموظّفين من دون حاجة لهم ويرتّبون أعباء ماليّة على البلديّة، ولأسباب إنسانيّة وأخلاقيّة يصعب الاستغناء عنهم”.
ولفت إلى وجود “نقص في السلطة الأمنيّة الضروريّة لفرض تنفيذ القرارات البلديّة”، وقال في هذا السياق إن “رئيس البلديّة والمجلس البلدي يترددون في الكثير من الحالات باتّخاذ قرارات للمصلحة العامة، بسبب عدم امتلاك السلطة المطلوبة لفرض التنفيذ، وهذا يعود لضعف إمكانات الشرطة البلديّة وصلاحيّاتها، وتلكؤ الأجهزة الأمنيّة المعنيّة عن تقديم المؤازرة لها”.
كذلك قال اللقيس إنّ “معظم البلديّات لا تمتلك خطة إنمائيّة استراتيجيّة وهذا يؤثّر سلباً على العمليّة الإنمائيّة. وكذلك الأمر يؤدّي إلى تردّد السلطات المركزيّة والجهات الخارجيّة المانحة والصديقة في تقديم المساعدات الماديّة لها”.
وشكا اللقيس أن “معظم البلديّات في لبنان تواجه مشكلة ضعف إمكاناتها الماديّة إزاء الخدمات العادية للمواطن ورواتب الموظّفين، وبالتالي ليست لديها القدرة الذاتية على تنفيذ أيّة مشاريع إنمائيّة نوعيّة”.
وشدد اللقيس على ضرورة “توفير الدعم المادي والمعنوي للسلطات المحليّة لتمكينها من القيام بدورها المطلوب على أكمل وجه، بهدف تعزيز ثقة المواطن بدولته وبالبلديّة التي يقطن في نطاقها، ولرفع مستوى الشعور بالانتماء الوطني”.
واقترح اللقيس مجموعة حلول، أولّها “تعديل قانون البلديّات لجهة توسيع صلاحيّات رئيس البلديّة والتخفيف من الارتباط المركزي والتخلّص من الروتين الإداري، مع الإبقاء على المراقبة والمحاسبة من قبل المجلس البلدي”. ومن الإقتراحات الأخرى “السماح للبلديّات في مراكز الأقضية والمحافظات بإعطاء تصاريح البناء ضمن الشروط القانونيّة المعقولة”، و”إيجاد صيغة قانونيّة لإشراك البلديّات في دراسة المشاريع التي تنفّذها السلطات المركزيّة في نطاقها وفي وضع دفاتر الشروط أيضاً”، و”إدخال حصّة البلديّة في الموازنة العامة كي تكون قادرة على معرفة حصّتها وتستطيع الحصول عليها والتخطيط على أساسها”. كذلك دعا إلى “تمثيل البلديّات في أيّة جهة معنيّة بأموال البلديّات”، موضحاً أن هذا الأمر ينطبق على “الصندوق البلدي المستقل” وعلى وزارات وإدارات المياه والهاتف والكهرباء. وشدد على ضرورة “إلزام الدوائر المعنيّة تحويل مستحقّات البلديّات كل 3 أشهر”.
ولتحسين الموارد المباشرة للبلديّة، اقترح اللقيس “العودة إلى اعتماد براءة الذمّة البلديّة في كافة المعاملات العائدة للمواطنين، وتطوير طرق لتسهيل جباية الضرائب البلديّة، كإشتراك فروع المصارف في عمليّة الجباية، والبحث عن موارد جديدة للبلديّات”.
وأبرز اللقيس أهمية “توطيد العلاقة بين المواطن والبلديّة”، مذكّراً بأن “المواطن هو شريك في العمل البلدي”.
ودعا اللقيس إلى “العمل على تعزيز دور الشرطة البلديّة وتوسيع صلاحيّاتها وتأمين المؤازرة الفوريّة لها من قبل أجهزة الدولة المعنيّة”، وإلى “اعتماد معايير علميّة للتوظيف في البلديّة”، مشدداً على أهمية “التخطيط الإنمائي الاستراتيجي”.
حمّود
أما نائب رئيس اتحاد بلديات صور حسن حمّود فذكّر بأنّ الانتخابات البلديّة الأولى بعد الحرب أجريت في العام 1998، واعتبر أن “تجربة ما بعد الحرب التي ناهزت 18 عاماً، أخذت وقتها ويمكن دراستها وتقويمها من كل جوانبها”.
وعدّد أهم المشكلات التي تواجه النشاط البلدي ومن بينها “تفشّي الفساد في الإدارات العامة” واحتماء “المسؤولين الإداريّين القابضين على مقدرات الحكم بزعماء الطائفة”. ولاحظ أن “البيروقراطيّة تمنع أيّ تطور إداري وتقف عائقاً أمام البلدات والمجالس المحليّة للنهوض بالخطط التنمويّة في مناطقها”.
وشدّد على “وطأة الوصاية المركزية الإدارية والمالية والتي تحدّ من المبادرة البلديّة”. وأشار إلى مشاكل أخرى، منها “المفاهيم التقليديّة للعمل البلدي والانقسامات العائليّة”، و”غياب الشفافيّة والمساءلة”، وضعف التخطيط والتنظيم.
وأعاد التذكير بمسألة “عدم توزيع العائدات البلديّة بشكل منتظم وعدم معرفة البلديّة بحصّتها فضلاً عن سوء التوزيع القائم على عدد السكّان المسجّلين من دون القاطنين”.
وعدّد حمّود أبرز الحلول ومنها “الضغط على السلطة التنفيذيّة لتشديد المراقبة والمحاسبة الإداريّة لتطهير الإدارات من كل الفاسدين، وإدخال حصّة البلديّات في الموازنة العامة كي تكون البلديّة قادرة على معرفة حصّتها وتحويل المستحقّات كل ثلاثة أشهر، وتمثيل البلديّات في أيّ جهة معنيّة بأموال البلديّات وإيجاد وسيلة تلزم دوائر ومصالح الدولة دفع ما عليها”.
كذلك طالب بـ”العودة إلى اعتماد البراءة في المعاملات كافة”، وبإيجاد “وسيلة لإلزام المواطن دفع ما عليه، وتفعيل العلاقة بين المواطن والبلديّة واعتماد المكننة والتواصل الحديث وتفعيل مشاركة الشباب”.
ولفت كذلك إلى “أهميّة المشاركة الفاعلة للمرأة في العمل البلدي، وتمثيل الجهات الأكثر ضعفاً في البلديّات كذوي الاحتياجات الخاصة”. وشدّد على وجوب “الضغط لاستكمال السعي لإقرار قانون اللامركزيّة الإداريّة، فضلاً عن عقد مؤتمرات للبلديّات واتحاد البلديّات تضع الخطط الاستراتيجيّة لتطوير عمل البلديّات وتطوير القوانين”.
طيّون
وكانت مداخلة لنائب رئيس بلدية زغرتا – إهدن المهندس غسّان طيّون الذي تحدّث بداية عن الإطار القانوني للمشكلات الأساسيّة وتحديداً عن “عراقيل وبطء إداري يرتب تعقيدات كبيرة تعيق مآذارة الصلاحيات التي يمنحها قانون البلديات الحالي والذي يتيح هامش حركة واسعاً”.
ثمّ تناول المشكلات البنيوية، مشيراً أوّلاً إلى “الهيكلية التنفيذية الداخلية وتحديداً مسائل كوجود شغور في الملاك و/أو عدم ملاءمته للوضع البلدي القائم، على غرار وجود شغور في المهام الرئيسية، وتخمة غير منتجة في الوظائف الأخرى”. وتطرّق إلى مسألة وجود “نظام محاسبة غير ملائم ولا يتيح التحليل ما ينتج موازنة غير عملية”.
وشكا طيّون مشكلتَي “الإمكانات المالية المحدودة وغير المتنوعة المصادر” من جهة، و”الضعف في مفهوم العمل البلدي وضيق أفقه لدى بعض أعضاء الهيآت المنتخبة”.
وتناول طيّون إلى مسألة وضع خطط للتنمية الاستراتيجية المحلية على صعيد البلديات والاتحادات أو الأقضية كحد أدنى، وكذلك مسألة “العبور من الحلول كرد فعل واستجابة للطوارئ إلى التحرّك الإستباقي بما لا يمنع التوفيق بين العمل اليومي وخطط التنمية الهادفة والمستدامة”. وتحدث أيضاً عن “مسألة توضيح دور اتحادات البلديات وتفعيلها كمحرك للتنمية الاستراتيجية المستدامة إذ إنّ بعضها يعمل كناد للرؤساء”.
وفي موضوع الأولويات الإصلاحية، تطرّق طيّون إلى نقاط عدّة وهي “تأهيل الهيئة المنتخبة حيث ثمّة اقتراحات بإنشاء معهد وطني لتدريب المنتخبين؛ وهيكلة الملاك وتدريب الموظفين مثل عمليّة التحفيز، والمتابعة، والمحاسبة؛ وتعديل القوانين نحو لامركزية قادرة ومحصّنة بما يتلاءم مع الرؤية التنموية المستقبلية؛ وتخصيص وزارة للإدارة اللامركزية والبلديات؛ وإعادة تكوين المجالس البلدية كمرحلة إنتقالية”.
وفي النقطة الأخير، رأى طيّون “وجوب حصول انتخابات على أساس النسبية، تُنتِج أكثريّة ومعارضة قد تؤدّي إلى زيادة عدد المنتخبين وإلى توسيع النطاق البلدي، وإلى تمثيل يراعي الخصوصيات المناطقية”. وتوقع أن “ينتج هذا الأمر معارضة تشارك بالتصويت وصنع القرار، وأكثرية تنتخب الرئيس والمجلس التنفيذي، ويؤدي إلى فرض نهج حوكمة تشاركيّة، وقد تصبح مداولات المجلس مفتوحة للمواطنين مع إبقاء التصويت سرياً”.
وفي ختام عرضه، تناول طيّون آليات التحرّك المشتركة، مقترحاً “منتدى وطنياً تشاركياً لطرح الحلول والمشاريع الإصلاحية، وتواصل وحوار صريح مع وزارة الداخلية والبلديات واللجان البرلمانية وصولاً إلى وضع مشروع قانون بلدي لامركزي عصري وملائم”.
عبيد
ولاحظ عضو مجلس بلدية عاليه عصام عبيد أن البلديات هي “الأكثر دراية بمتطلّبات المجتمع المحلي كونها الأقرب إلى الناس وإلى حاجاتهم وتعبّر عن تطلّعاتهم وطموحاتهم”. لكنّه رأى أن “العمل البلدي شابه ميل نحو حصر خدماته وطموحاته ضمن النطاق البلدي الواحد (…) مما جعل من البلديات كيانات شبه مستقلة تسعى للنجاح ضمن نطاقها بمعزل عن البلديات الأخرى المجاورة وذات التطلّعات المشتركة”.
وأشار إلى أن “هذا الواقع أدى إلى الحد من حجم المشاريع المنفّذة داخل النطاق البلدي الواحد وجعل كلفتها مرتفعة فمنع البلديات الصغيرة وحتى المتوسطة من تنفيذ العديد من المشاريع ذات الطابع الإنمائي الملحّ”.
وشدد على “الحاجة إلى توحيد الجهود بين البلديات ذات الأهداف المشتركة والمتجاورة جعرافياً لتفعيل التعاون والعمل المشترك في ما بينها لتنفيذ المشاريع الإنمائيّة التي تخدم الجميع”. وأشار إلى أن “تجمّع بلديات عاليه” استطاع “تكريس العمل التشاركي وخلق أهداف مشتركة تكامليّة وليست تنافسيّة”، و”أشرك المجتمع الأهلي في كل النشاطات وفي وضع الخطط وفي تنفيذها”.
ودعا إلى “العمل على تطبيق اللاحصريّة لتعذّر تطبيق اللامركزيّة في الوقت الراهن”. واعتبر أنّ “النتيجة المستدامة والمتوازنة هي من صلب مهمّات الدولة وأولى واجباتها ولا يجوز تحميل البلديّات مهام تفوق طاقتها بل يجب أن تكمل البلديّات الخطط الإنمائيّة المحليّة ضمن الخطط الاستراتيجيّة للدولة في تحقيق الإنماء المتوازن المطلوب”. وشدد على “ضرورة أن تدفع الدولة مستحقات البلديّات كي تتمكّن من إنجاز برامجها”، ملاحظاً أن “العائق المادي يعتبر على رأس الأسباب المانعة للبلديّات كما يتعذّر عليها وضع موازنة إنفاق على المشاريع المقترحة”. ورأى أنّ “من الضروري إعادة النظر بالقوانين الماليّة كي تواكب القفزة النوعيّة للبلديّات وزيادة حاجاتها ومتطلباتها وخصوصاً أنّ ثمة مستحقّات للبلديّات لا يمكن التكهّن موعد صرفها”. واقترح “إنشاء بنك يسّمى بنك الإنماء المحلّي أو البلدي يموّل من أموال البلديّات فتحوّل أرصدة البلديّات من البنك المركزي إلى هذا البنك مع أموال البلديّات في الصندوق البلدي المستقل ومن الهبات المقدّمة للبلديّات من المؤسّسات المانحة سواء حكوميّة أو خاصة يخضع هذا البنك للقوانين المرعيّة المعتمدة من قبل البنك المركزي”. وأوضح أن “مهمّة هذا البنك تأمين قروض ميسّرة للبلديّات حصراً”.
خليفة
وتحدث رئيس جهاز الهندسة في اتّحاد بلديّات جبيل المهندس ميشال خليفة، فأشار بدايةً إلى أن اتحاد بلديات جبيل “يضم 13 بلديّة ويقوم منذ العام 1983 بنشاطات عدّة لصالح البلديّات أبرزها تأهيل البنى التحتيّة ومساعدة في مشاريع مشتركة لأعضائه والدعم التقني بواسطة جهاز الهندسة لديه وإدارة النفايات المنزليّة ضمن كامل القضاء عن طريق تأمين المستوعبات وآليّات الجمع للبلديّات الأعضاء وإدارة وتشغيل مركز حبالين البالغة مساحته مئة ألف متر مربّع”.
وتطرّق خليفة إلى الخطة المستقبليّة للاتحاد وهي تتضمّن إنشاء معمل فرز آلي للنفايات مع إنتاج مادة الـRDF بطاقة استعابيّة تبلغ 225 طن/يومياً وتبلغ مساحته 4 آلاف متر مربّع، والتكلفة المقدّرة 2 مليون يورو.
وكذلك يتم العمل على إنشاء معمل تسبيخ النفايات العضوية من خلال تكنولوجيا الأنفاق المقفلة بهدف عصر الروائح ومعالجتها، وذلك بتكلفة مقدّرة بـ1 مليون يورو.
يضاف إلى ذلك، وفق خليفة، إنشاء مطمر صحّي للعوادم الناتجة عن معملي المعالجة. وفي السياق ذاته، ستتم معالجة المكب الحالي وفقاً للمعايير الأوروبيّة وفرز الردميّات عن المواد البلاستيكيّة والتي بدورها يمكن تحويلها إلى RDF وفرز المعادن وبيعها، وتقدّر تكلفته بنحو 5 مليون يورو.
الّلقاء الخامس - طلّاب الجامعات
8 شباط 2017
شارك أكثر من 130 طالباً من 23 جامعة أمس الأربعاء في لقاء حواريّ هو الخامس ينظمه “ملتقى التأثير المدني” ضمن مبادرته الوطنية التي تهدف إلى رسم صورة متكاملة عن طموحات المجتمع المدنيّ اللبنانيّ على كل المستويات.
وأجاب المتحدثون في كلماتهم عن ثلاثة أسئلة: ما هي المشاكل التي يعانيها لبنان انطلاقا من مشاكل الطلاب، وما هي الحلول والأولويات الإصلاحية، وأخيرا ما هي آليات التحركّ المشتركة التي ينبغي اعتمادها لتحقيق ذلك.
وأثار المتحدثون من 14 جامعة أبرز المشاكل التي يرون أن لبنان يعانيها، واقترحوا حلولاً لها، فتناولوا في مداخلاتهم النظام اللبناني، والطائفيةِ السياسية، والإرهابِ، والفساد، والبيئة، والسياسةِ التربوية، والنظامِ الانتخابي، وهجرةِ الشبابِ، ومشارَكَةِ المرأةِ في الشأن العام، وسواها. قراءة المزيد
وأوضحا أن هذا اللقاء “هوَ حلقةٌ خامسة مِن سِلسِلَة اللقاءاتِ الحواريةِ التي يُقيمُها ملتقى التأثير المدني ضمنَ مبادرَتِه الوطنية والتي ضمَّ أولُها 40 مجموعةً وهيئةً مِنَ المجتمعِ المدنيّ، فيما خُصِصَ الثاني للفاعلياتِ الاقتصادية، وجَمَعَ الثالثُ نقاباتِ المِهَن الحرّة، أما الرابع فَتناوَلَ البلديّات”.
وأشارا إلى أن اللقاء، كما اللقاءات الأخرى التي سبقته، “ينطلق من ثلاثة أسئلة: ما هَيَ المشاكلُ التي يُعانيها لبنان، وما هِيَ الحلولُ والأولويات الإصلاحيةُ، وأخيراً ما هي آلياتُ التحركّ التي ينبغي اعتمادُها لتحقيق ذلك؟”. ولاحظا أن الطلاب المتحاورين “يشكّلونَ صورةً مصغّرةً عن المجتمع اللبنانيّ بِأكْمَلِه، وَعَن طموحاتِ الأجيالِ الطالِعة خصوصاً”.
وأبرز الحويّك أنَّ المبادرة الوطنية التي أطلقها الملتقى العام الماضي “تهدفُ مِن خِلال هذه اللقاءاتِ الحوارية إلى تَفعيلِ جهودِ المجتمعِ المدنيّ، بكُلّ مكوّناتِه، لِلدفع باتجاهِ وطنٍ على مستوى طموحاتِ شعبِه، يقومُ على عَقدٍ اجتماعيّ جديد”. وأضاف: “لقد أرادَ الملتقى، مِنْ خِلال لقاءاتِه الحوارية، أن يُطلِق تَواصُلاً بين كافَّةِ قِطاعاتِ المجتمع المدنيّ وقِواه الحيّة، يفضي إلى تكوينِ مجموعةِ ضَغطٍ واسعة تساهِمُ في رَسْمِ مستقبلٍ مُشرِقٍ للبنان، استناداً إلى خريطة طريق تُحدِّدُ الإشكاليَّات والأولويَّات وآليَّات التحرُّك المشتركة للتَّغيير”.
وشدد على أن “ملتقى التأثير المدني” يسعى “إلى أن تشكّل هذه اللقاءات أوسع مرجعيَّة وطنيّة أخلاقيَّة ومهنيّة وعلميّة تكون أساساً لعقد وطني جامع”.
يونس
ثم تحدث عضو مجلس أمناء “ملتقى التأثير المدني” الدّكتور نزار يونس الذي استهل كلمته بفقرات من الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الاول لاتحاد الطلاب الجامعيين في لبنان في 29 كانون الأول 1961، وكان يومها رئيساً لأول مكتب تنفيذي للاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في لبنان. وذكّر بأن جيله كان “ساعياً ومتعطشاً لقيام دولة حداثة منجزة، في وطن آمن، مكرّس للحرية ولثقافة العيش معاً”. وسأل: “هل كان لهذه الأحلام أن تتحقق لو كنا أكثر وعياً وتجربةً ومناعةً، ولو كانوا أقل ضراوة ودهاء وأنانية؟”.
واستعاد يونس نضالات الحركة الطالبية في نلك الحقبة، وحراكها المطلبي “العابر للأحزاب وللطوائف وللولاءات”، وتصوّرها لتحقيق “التغيير السلمي الديموقراطي”، انطلاقاُ من مشروع الرئيس فؤاد شهاب الإصلاحي، مشيراً إلى أن محاولة الانقلاب التي نفذها الحزب السوري القومي الاجتماعي أدت إلى اجهاض مشروع” الحركة الطالبية، وصولاً إلى انفراط عقد الاتحاد نهائياً في العام 1964. وأجرى مراجعة نقدية لتلك المرحلة قائلاً: “ربما كان بإمكاننا تدارك تداعيات الحدث لو كنا (…) نمتلك ما يكفي من الخبرة ومن الثقة بالنفس لمتابعة الطريق الذي رسمناه”. وقال مخاطباً الطلاب: “مضت السنوات ومازال جيلنا تائهاً بعد أن ضلت به الطريق ولم يرشده النجم إلى جامعاتكم. خاض جيلنا تجربته ولم يفلح، ومازال أنانياً وعاجزاً عن التسليم بما كان يوماً شعار نضاله: بأن لا فرصة للتغيير السلمي الديمقراطي بدون مشاركة عاقلة وهادفة من القوى الطلابية والشبابية المنضوية في تنظيمات تنبع من رحم الجامعات”. وختم قائلاً: “لم يعد لدينا ما نعطيه إلا ما اكتسبناه من تجاربنا، فأهلاً بكم، شباباً تمضون خفافاً على الطريق ونمضي معكم ولكم من أضلعنا ومن خبرتنا جسر عبور لعودة الروح”.
“اللبنانية”
ثم توالى المتحدثون من الجامعات، وكان أولهم رئيس مجلس طلاب كلية الحقوق-الفرع الفرنسي في الجامعة اللبنانية محمّد شمص. وشكا شمص أن الشهادة التي يحصل عليها الطالب اللبناني غالباً ما تكون مجرّد “ورقة تعلّق على حائط المنزل” فيلجأ الى الهجرة لتأمين لقمة عيشه، فيما الدولة اللبنانية “لا تؤمن فرص عمل لأبنائها”. ولاحظ أن التوظيف يتم على أساس معايير “المحسوبيات والواسطة والتبعية الطائفية”. وأثار شمص وضع الجامعة اللبنانية ومنشآتها “المهترئة وغير الصالحة والتي تفتقر إلى الجدّ الأدنى من حاجات الطالب لتأمين مناخ دراسة جيد”. وانتقد غياب الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية منذ العام 2005. وشدد على أن الطلاب اللبنانيين يريدون “مجتمعاً يحفظ حقوقهم وواجباتهم، ومبنياً على مفهوم الوطنية والمواطنية، وبعيداً من الطائفية”. وأضاف: “لكي نحقق ذلك علينا أن نلغي وباء (…) الطائفيّة السياسية”، لأن إلغاءها “الخطوة الأولى نحو الدولة المدنية”. وأبرز أن الطلاب هم الباب إلى إلغاء الطائفية السياسة”، وعلى أن الغاءها يتطلب استئصاله “من الجذور، من أنفسنا، من فكرنا وحياتنا”.
“الانطونية”
ثم كانت كلمة لممثل طلاب الجامعة الانطونية جوليان بصيبص من كلية الاعلام والتواصل، وتناول فيها “الإرهاب وحقوق الإنسان”، فلاحظ أن الارهاب “سلوك منحرف عن العادات اللبنانية”. وإذ أشار إلى أن ثمانية آلاف لبناني التحقوا بالنزعات في سوريا والعراق عام 2015، توقع أن يستمر هذا الرقم في التزايد “ما دامت أبسط حقوق المواطن في لبنان غير مؤمّنة”. وشدّد على أن مكافحة الارهاب “لا تقتصر على الناحية العسكرية المعلوماتية، بل يجب أن تكون أيضاً على المستوى الاجتماعي، لأن الافراد الذين يلتحقون بالتنظيمات هم ضحية الجهل والفقر والأهم انعدام الشعور بالانتماء”. واعتبر أن “ظاهرة الارهاب لم تنشأ بين ليلة وضحاها انما هي نتيجة لامبالاة او تقصير من قبل الدولة التي فشلت في تأمين ابسط حقوق المواطن”، مشدداً على أن الحل يكمن في توفير تعليم عام مجاني لائق، ووضع سياسة استشفائية لائقة، والسعي إلى تأمين فرص عمل في المناطق اللبنانية كافة، بحيث لا يكون الشاب اللبناني أمام واحد من خيارين: أن يهاجر أو أن يذهب إلى المجهول”. وأضاف: “في ظل ازدياد الوضع سوءاً، لا يزال دور الشعب مهماً في محاسبة الدولة. وإذا بقينا نحن الشباب صامتين غير مبالين بحقوقنا وواجباتنا لن نستطيع تغيير هذا البلد”.
“الاميركية”
وعن طلاب الجامعة الاميركية في بيروت، تحدثت ميرا فخرالدّين، فقالت استناداً على استطلاع لآراء طلاب الجامعة إن ثمة حاجة إلى “خطة استراتيجية تستند على رؤية وطنية بعيدة، لتنفيذ إصلاحات تدريجية متوازية على مستويات عدة، إن على مستوى مؤسسات الحكم أو القوانين أو على مستوى عامة الشعب من خلال التربية الصحيحة التي تجعله يعي حقوقه وواجباته ويحترم الأنظمة”. ورأت أن “إعادة الثقة بين الشعب والسلطة هي الأولوية القصوى اللازمة لتنفيذ الإصلاحات”، وأنها تتطلب مجموعة عوامل أهمها “دخول وجوه جديدة مؤهلة وإلغاء نظام الوراثة في السلطة”. وشددت على وجوب “وضع نظام انتخابي يضمن التمثيل العادل للشعب”، ملاحظة أن “معظم الممثلين الحاليين غير مؤهلين، ويعملون لمصلحتهم أو مصلحة طائفتهم وليس لمصلحة اللبنانيين”. وعددت حسنات قانون الانتخاب النسبي على صعيد دائرة واحدة، داعية إلى “إشراك الشعب في وضع قانون الانتخاب من خلال استفتاء”. وقالت إن “قمة الاصلاح الذي يطمح إليه الطلاب هو أن تلغى الطائفية من معايير أو شروط الانتخاب”، لكنها اعتبرت أن ذلك مرتبط بحصول “تغيير جذري لمفهوم السياسة الصحيح عند عامة الشعب”. وشددت على ضرورة وضع “الشخص المناسب في المكان المناسب على أساس الجدارة وليس الانتماء الطائفي”. واعتبرت أن مكافحة الفساد في الدولة هو أول الإصلاحات المطلوبة، مشددة على أهمية الشفافية “أساساً في محاربة الفساد”. وأبرزت وجوب تحسين البنى التحتية لأن حلول المشاكل الأساسية ترتكز عليها.
الأميركية للعلوم والتكنولوجيا
ومثّلت ميراي مدّاح طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، فتطرقت إلى المعوقات أمام اعتماد الكوتا النسائية في الانتخابات اللبنانية، سواء نيابياً أو على النطاق المحلي في الانتخابات البلدية والاختيارية. وشددت على كيفية وصول النساء إلى المشاركة في صنع القرار “من دون مساعدة الكوتا في المقام الأول”. واعتبرت أن “بمجرّد الاستناد إلى آليتي الإدراج واعتماد برامج انتخابية جديرة، لن تكون ثمة حاجة لنسبة محددة مسبقا”. وأبرزت أهمية الإصلاحات التعليمية “عاجلا وليس آجلا” لإرساء معيار المساواة بين الجنسي لدى الجيل المقبل.
“البلمند”
أما ممثلة طلاب جامعة البلمند للعلوم السياسية والعلاقات العامة هالة مزهر فتناولت موضوع الاغتصاب كمثل على القوانين المجحفة للمرأة، معتبرة أن “ثمة طريقاً طويلاً” في ما يتعلق بالتشريعات المطلوبة في هذا المجال. ورأت أن “على الدولة أن تحد من حمايتها للمغتصبين الذين يتذرعون بالحقوق الزوجية التي تتجاهل تماماً حق المرأة بالرفض أو الموافقة”. لكنها مع ذلك أبرزت أن “هذه المشكلة أعمق بكثير من تعديل قانون أو الغائه”، وتتعلق بالبيئة الاجتماعية التي “تلقي باللوم جزئيا او كليا على الضحية”. واعتبرت أن “الحل في التربية وفي نشر الوعي في الأبناء كما بين اهلهم حول المسؤولية الاجتماعية والانسانية التي يتحملها كل شخص نتيجة أعماله، وكذلك بنشر التربية والثقافة الجنسية في المدارس والجامعات وبناء لمنهجية موضوعة على أساس أكاديمي وعلمي”. وشددت على أن “من غير المقبول أن نكون اليوم في لبنان في عام 2017 لا زال معظم مدارسنا لا تتطرق جديا إلى موضوع التربية الجنسية بشكل جدي”.
“العربية”
وعن مركز حقوق الإنسان في جامعة بيروت العربية، تحدث محمّد علي المغبط فتناول بعض مكامن الخلل في الدستور اللبناني “التي تؤثّر سلباً على الحياة السياسيّة وتعطّل سير المؤسّسات الدستوريّة بالشكل المطلوب”، مقترحاً بعض الحلول لها. وتطرّق أوّلاً إلى مسألة إلغاء الطائفيّة السياسيّة والتي بقيت من دون تطبيق لعدم ربطها بمدّة زمنيّة، تاركة “الباب مفتوحاً لأهواء الطبقة السياسيّة الحاكمة في تنفيذها”. وأشار المغبط إلى مسألة حذف صلاحيّة تفسير الدستور من بين صلاحيّات “المجلس الدستوري” مما فتح المجال أمام “كل نائب أو وزير أو جهة سياسيّة لتفسير الدستور خدمةً لمصالحهم الضيّقة”. ورأى أنّ هناك مشكلة في الطعن أمام المجلس الدستوري بعد إقفال الباب على إمكانيّة “أي مواطن لبناني صاحب مصلحة التقدّم بأي طعن”. وعدّد المغبط الحقوق والحريّات الفرديّة الأخرى التي كفلها الدستور، وشدّد على أنّ هناك اليوم فرصة ذهبيّة لإعمال هذه النصوص بشكل فعّال مع استحداث وزارة دولة لحقوق الإنسان والتي باستطاعتها تشكيل لجان تسهر على ضمان تطبيق هذه النصوص.
“المعهد العالي للأعمال”
وتحت عنوان “كارثة النفايات: نحو تنمية مستدامة”، تحدثت ممثلة “المعهد العالي للأعمال” (ESA) رشا حدّاد، فاعتبرت أن حلّ مشكلة النفايات يكمن في “الفرز من المصدر، ونقل النفايات من المصدر نحو مراكز المعالجة بحسب نوعها، وإعادة الفرز، وإعادة تدوير بعض النفايات، وتحويل النفايات العضوية الى سماد والبقية الى طاقة غير ملوثة”. لكنها شددت على ارتباط مسألة النفايات “بالتنمية المستدامة التي تتمحور على ثلاثة أوجه اساسية: الاقتصاد والمجتمع والبيئة”. وأبرزت في هذا السياق أن حلّ مسألة النفايات في إطار التنمية المستدامة، يخلق فرص عمل ويحدّ من هجرة الشباب والأدمغة، ويساهم في تفعيل السياحة عبر عرض صورة حضارية عن البلد، وفي الحفاظ على اسعار الاراضي، وتوفير حلول دائمة للكهرباء، وتفعيل الزراعة، \وتوفير مصادر للطاقة غير ملوثة، وغير ذلك…
“هايكازيان”
وركّز ممثل تجمع طلاب العلوم السياسية في جامعة هايكازيان نجيب صفيّ الدّين على موضوعي التعليم الجامعي والقضاء. وفي الأول، انتقد “عدم وجود دعم مادي من الدولة يتيح خفض الأقساط الجامعيّة”، و”عدم تأمين وضمان فرص العمل ما بعد التخرّج”. كذلك رأى أن من العوائق أمام التعليم الجامعي “عدم توافر وسائل نقل عام للطلاّب الذين يدرسون في بيروت ويعيشون خارجها”.
وفي مجال آخر، تطرّق صفيّ الدين إلى بعض المشكلات الأساسيّة في النظام القضائي اللبناني، فرأى أنّ وجود المحاكم الدينيّة مناقض للدستور الذي ينص على أنّ جميع اللبنانيّين متساوون أمام القانون. واعتبر أن رأى أنّ “استقلاليّة قضاة المحكمة العسكريّة غير مضمونة كونهم يعيّنون ويخضعون لسلطة التراتبيّة العسكريّة”.
“الروح القدس”
وقدّمت عضو الهيئة الطالبية لكلية الحقوق في جامعة الروح القدس الكسليك انغريد غانم باسم طلاب الكلية مشروعاً يستهدف موضوع هجرة الشباب من لبنان، فعرضت لأسبابها ومنها السعي إلى مستوى علم أفضل، وسوق عمل أوسع، ورواتب محترمة وحياة اجتماعية أرقى. وتحدثت عن الأثر السلبي الناتج عنها كخسارة لبنان لليد العاملة والأدمغة اللامعة، وتفكك العائلة وسواها. وكشفت عن نتائج دراسة إحصائية تُظهِر أن ٨٨٬١٪ رفضوا مغادرة لبنان إذا كانت حاجاتهم مؤمنة مقابل ١١٬٩٪ أصروا إلى الهجرة.
“اللبنانية الأميركية”
وتمثل طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية بِمجد خيامي من كلية العلوم والفنون وممثّل المجلس الطلابي في الجامعة، فتحدث تحت عنوان “كل شيء متجذّر في اللامساواة”، متطرقاً إلى اللامساواة الجندريّة لجهة حقوق النساء والمثليّين، ولاحظ أن ضعف الأمان يدفع الناس للجوء إلى الأحزاب والمجموعات وهو ما يمكن أن يمنحهم الأمان ولكن في المقابل يؤدّي بهم نحو التطرّف. ولاحظ ضعف الإرشاد التربوي لجهة غياب التوجيه الملائم للمتخرّجين الداخلين إلى المرحلة الجامعيّة، وهذا الأمر ينعكس بطالة على المدى الطويل. وانتقد عقليّة الشباب “الذين يسعون كي يكونوا الأفضل في حقول اختصاصهم ولا يقبلون بالقيام بخطوات قصيرة”. كذلك حّمّلَ على “عقليّة الانسحاب ومغادرة البلد بدلاً من العمل للتغيير الذي يمكن أن يشجع الشباب على البقاء”.
“سيّدة اللويزة”
وتحدث رئيس الهيئة الطالبيّة في جامعة سيّدة اللويزة أسعد دلبتاني عن “الانتخابات الطلّابيّة”، فسأل: “كيف يمكن أن نكون كطلاب مثقفين حماةً للديموقراطية إذا كان ممنوعاً علينا أن نآذار هذه الديموقراطية في جامعاتنا التي يفترض أن تكون مرحلة تمهيدية للمشاركة في الحياة السياسية؟ وكيف يمكن أن نطالب بقانون انتخاب وبخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً على مستوى الوطن فيما نحن ممنوعون من الانتخاب على صعيد أضيق بكثير وهو جامعاتنا؟”. وأبرز أن “العملية الانتخابية تؤدي إلى منافسة إيجابية بين مجموعات كثيرة وتؤدي إلى تحسين المشاريع الانتخابية وفي النهاية الرابح الوحيد هم الطلاب”. ولاحظ أن “الانتخابات الجامعية تعلّم الطلاب أن الفريق الذي يفوز عليه أن ينفذ مشاريعه، وأن الفريق الذي يخسر عليه أن يراقب ويعارض ويجهز نفسه للسنة المقبلة”. وأشار إلى أن “الانتخابات تساهم في زيادة تفاعل الطلاب من خلال اختيار ممثليهم ومحاسبة من انتخبوهم”. ورأى في ذلك “توعية على أهمية المشاركة والمحاسبة”، ومساهمة في تحضير “كوادر يتعاطون الشأن العام في المجتمع لاحقاً”. ودعا” كل الجامعات التي لا تجرى فيها انتخابات إلى أن تعمل مجدداً على هذا الموضوع، فجامعاتنا ليست فقط مكاناً يأتي إليه الطالب ليحفظ درسه ويتخرج، بل هي بوابة للحياة في المجتمع”.
“جامعة رفيق الحريري”
كذلك كانت الانتخابات الطالبية محور كلمة عضو الهيئة الطالبية لفي لية التصميم الغرافيكي وعلوم الكومبيوتر في جامعة رفيق الحريري نورا سمّورة التي شددت على أهمية “تقبل الأخر”، مشيرة إلى أنها “ثقافة تبدأ من تربية الأهل لأولادهم لتصل إلى كل زوايا المجتمع”.ودعت إلى “انتخابات جامعية تخلو من الانتماءات السياسية”، وقالت إن على الطلاب أن يبدأوا “بتغيير منهج الانتخابات لتقوم على أساس الكفايات”. وأبرزت ضرورة تعديل المناهج التعليمية المدرسية والجامعية “وصولا الى تعديل نظام التوظيف لكي يقوم على اساس الكفاية” لا “الواسطة”.
“الحكمة”
وتحدث ممثل جامعة الحكمة والمنسق العام عن العمل الرعوي الجامعي اتيان مسلّم، فتناول “السياسة التربوية”، شارحاً “الفَرق الشاسع” بين المنهجين الأكاديمي والمهني، وفي عدد المتخرجين في كليهما. وشدد على ضرورة “تعديل الميزان بينهما”، ملاحظاً وجود “ضعف توجيهي وخصوصاً في القطاع المهني”. وتطرق إلى مدى تأثير هذا الأمر في الاقتصاد، مبرزاً أن “حُسن التوجيه سيساهم في زيادة فرص العمل”.
“القديس يوسف”
أما عضو “نادي النسوية” في جامعة القديس يوسف يمنى شام، فتناولت موضوع البيئة، ولاحظت أنّ لبنان “يغرق في مشاكله السياسية والأمنية التي تجعل البيئة شأناً ثانويًا رغم أن لا أولوية تفوقها كونها مرتبطة بشكل مباشر بصحة الإنسان”. ودعت شام إلى “التركيز على الجيل الجديد لتنشئته على البيئة النظيفة من خلال إدخال البيئة في المنهج التعليمي”. وتطرقت إلى “جملة معضلات تحتاج الى حلول فورية: كالدخان المتصاعد من معمل الزوق الحراري ومن عوادم السيارات، معتبرة أنّ الحل يكمن في “المصافي الكفيلة تنقية نسبة كبيرة من الملوثات”. وتناولت أزمة النفايات مطالبة بـ”حلول لها ديمومة وتتجسد في إنشاء مطامر صحية بمعايير بيئية عالمية بعيدًا من المنازل مع تعميم ثقافة الفرز من المصدر”. ورأت أنّ الحل الأفضل للثروة المائية يكمن في سياسة بناء السدود. أما في شأن الصيد، فشدّدت على وجوب “أن يكون منظمًا”. في ما يتعلق بالحرائق، شدّدت على وجوب “تزويد الدفاع المدني الإمكانات المتطورة”. أما في شأن الكسارات، فالمطلوب “تحديد أماكن عملها والانطلاق في آلية تحريج المساحات التي تم قضمها”.
ممثلون لجامعات أخرى
بعد ذلك، أقيم حوار مفتوح بمشاركة ممثلين لطلاب عدد من الجامعات الأخرى، منها الجامعة الأميركيّة للثقافة والتعليم (AUCE)، والجامعة الأميركيّة للتكنولوجيا (AUT)، والجامعة اللبنانيّة الكنديّة (LCU)، وجامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان (AUL)، والجامعة الإسلاميّة في بيروت (IUL)، والجامعة العربيّة المفتوحة (AOU)، والجامعة الحديثة للإدارة والعلوم (MUBS)، والجامعة اللبنانية الدّولية (LIU) وجامعة الكفاءات.
ثم ألقى الحويّك كلمة الاختتام.
الطاولة الحوارية الأولى
28 حزيران 2016
في إطار فاعليّات المبادرة الوطنية، أطلق “ملتقى التأثير المدني” الطاولة الحوارية الأولى تحت عنوان: “الدستور والدولة والعيش المشترك“، بمشاركة نخبة من ملتزمي الشأن الوطني وأعضاء من مجلس أمناء وإدارة الملتقى. وافتُتحت الطاولة الحوارية بالنشيد الوطني اللبناني فدقيقة صمت عن أرواح شهداء لبنان.
كلمة “ملتقى التأثير المدني” ألقاها عضو مجلس الإدارة أنطوان واكيم قال فيها: “أما نحن بصدده اليوم، سبقه لقاءات ثلاثة من المبادرة الوطنية ضمن حوارات مفتوحة مع هيئات المجتمع المدني والحراك فيه، والفاعليات الاقتصادية، ونقابات المهن الحرّة، ما يعني أننا أمام مسارَين متوازيين. الأول أفقي يطرح الإشكاليات التي يعاني منها لبنان، والأولويات الإصلاحية، وآليّات التحرّك المقترحة لإنجاز ديناميّة تغيير تفاعليّة وتشاركيّة. والثاني عاموديّ يبحث في العمق أين نحن؟ وأين يجب أن نكون؟ وكيف نصل إلى أين يجب أن نكون؟ قراءة المزيد
وأضاف واكيم: “إن حروب اليوم هي نتيجة إرادة مبرمجة، وليست نتيجة هدف على طريقة البجعة السوداء (Black Swan)، وإن نتائجها ستتفاعل حتماً خصوصاً مع سعر النفط المتهاوي، والذي شكّل دينامو لاقتصاديّات المنطقة على مدى عقود. ألا تعتقدون أن هناك ثمناً يراد لنا أن ندفعه؟ ألا تجدون أننا نعيش تحت إرهاب السلاح وإرهاب الفساد؟ إن اللامبالاة في هذه الظروف، وإن لم نقضِ عليها، فستكون قاتلة لأولادنا.
وجودكم معنا ووجودنا معكم اليوم هو رفض للّامبالاة، وهو تحقيق لإرادة الصمود، صمود العالم الحرّ والعلم، ليبقى لبنان في معالمه إرثاً ودَيناً علينا”.
ثم استعرض نائب رئيس مجلس إدارة “ملتقى التأثير المدني” د. منير يحيى نتائج إستنتاجية للّقاءات الثلاثة الأولى من الحوارات المفتوحة مع هيئات المجتمع المدني، والفاعليات الاقتصادية، ونقابات المهن الحرّة والتي استند إليها الملتقى في تحليل المقاربات التي تمحورت حول الدستور والدولة والعيش المشترك.
النقاشات تمحورت حول المأزق الهائل الذي يعيشه اللبنانيّون على صُعُد الدستور والدولة والعيش المشترك، في ظلّ الحرائق الإقليمية. وكانت إشارات إلى أولوية توضيح المفاهيم المتعلّقة بالإشكالات البنيوية من ناحية، كما بإنجاز مسارات لخارطة طريق للتغيير.
ومن العيش المشترك كقاعدة أساسية لإدارة التعدّدية بالمواطنة، إلى تحقيق التمايز بين الديموقراطية الدستورية والديموقراطية الميثاقية، مروراً بالإصلاحات الأساسية في النظام السياسي أي قانون الانتخاب واللامركزية الإدارية وإنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، خُلُوصاً إلى التشكّلات الجيواستراتيجية الخطيرة المُمكن أن تُفرض على المنطقة، وفي لبنان، حولها خطر محدق، مما يستدعي تشكيل رؤية تُحيِّد لبنان، وتربط الازدهار الاقتصادي بالحماية الاجتماعية بتحييد لبنان، رؤية تنقل لبنان من حالة الدولة المحتلّة من مجموعة أفرقاء إلى بلورة كتلة ضغط تحرِّر المواطن من الخوف، لينطلق بخطوات فعّالة ورمزيّة لإنقاذ لبنان. مع كلّ ما سبق لم تغب عن المشاركين الإشارة إلى ضرورة الإصلاح التربوي التي تنهي حالة التسيُّب الطائفي والمذهبي في الهوية اللبنانية، وتُبعدها عن حالة الهوية المهدّدة، باتجاه تكوين مواطن نزيه كفؤ فاعل يُطبّق الدستور ويؤسس لدولة قادرة وعادلة يحكمها القانون، ويذهب بالعيش المشترك إلى نجاح نموذجي في ظلِّ تنامي التطرُّف. كُلُّ هذه المحاور كان نقاشٌ معمّق فيها.
ثم كانت كلمة ختامية لرئيس مجلس إدارة “ملتقى التأثير المدني” المهندس فهد صقّال أكّد فيها على استمرار الحوار ضمن شراكة في المسؤولية لبناء إطار تنسيقي باتّجاه التغيير المنشود.
اللقاء المدني التشاوري
9 كانون الأول 2017
الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب من عضو المجلس الدكتور عبد السلام حاسبيني الذي تلا نص ورقة عمل تحت عنوان: “نداء الشرف من أجل لبنان” جاء فيه: قراءة المزيد
يواجه لبنان للمرة الأولى خلال تاريخه الاستقلالي الحديث، خطراً وجودياً وكيانياً غير مسبوق، إذ يجد نفسه أمام مستوىً مأسويّ من التحديات العربية والإقليمية والدولية، من شأنها أن تطيح توازناته الوطنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتضعه بين أنياب المجهول.
هو شرفٌ لا يعدله شرف، أن ينادينا لبنان، اليوم، والآن، وأكثر من أي وقتٍ مضى، ويدعونا إلى إنقاذه من براثن هذه الكارثة، مستدعياً أحراره، كلّ أحراره، وإعلامييه، ومكوّنات مجتمعه المدني بلا استثناء، ومنظماته غير الحكومية، ونقاباته، ورجال أعماله، وقواه الشبابية والطالبية، للاضطلاع بهذه المسؤولية التاريخية، لحضّ اللبنانيين، أفراداً، وأطرافاً، وأحزاباً، وجماعات، وبإدارة ورعاية مؤسّسات الدّولة اللبنانيّة الدّستوريّة على التزام ما يأتي:
– الالتفاف حول الدستور، ووجوب تطبيقه بلا استنساب أو اجتزاء، كضمان وحيد لبقاء لبنان الدولة واستمرار النظام فيه، وتنفيذ موجباته الوطنية كاملة، واحترام العهود والمواثيق التي وقّعتها الدولة اللبنانية، ولا سيما منها ميثاق جامعة الدول العربية وشرعة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
– رفض الانزلاق إلى سياسة المحاور الإقليمية والدولية، في إطار تأكيد المصلحة العربية، وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة، ورفض التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، حفاظاً على تنوع لبنان، ودوره الطليعي التعددي، وتعميماً لنموذجه الديموقراطي في تداول السلطة.
– وضع الآليّات التنفيذيّة لما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهوريّة ميشال عون في هذا المجال:
“… إنّ لبنان السّائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة. ويبقى في طليعة أولويّاتنا منع انتقال أي شرارة إليه. من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجيّة، ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدّول العربيّة وبشكل خاص المادّة الثامنة منه، مع اعتماد سياسة خارجيّة مستقلّة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدّولي حفاظاً على الوطن واحة سلامٍ واستقرارٍ وتلاقٍ.”
بعدها ألقيت مداخلات من الحاضرين طاولت عدة عناوين ومنها قضية القدس وضرورة تضمينها النداء كعاصمة أبدية لفلسطين كما شدّدت على ضرورة إلتزام تطبيق الدستور وإلغاء الطائفية السياسية ومحاربة الفساد وللتغيير عبر الإنتخابات النيابية إستناداً إلى تجربة الإنتخابات البلدية الأخيرة والموضوع البيئي ووجوب تأطير مكونات المجتمع المدني ودعم الجامعة اللبنانية وتعزيز دور الشباب في صناعة المستقبل والدمج الإجتماعي والحياد حيال الصراعات الإقليمية .
هذا وفي الختام شكر الدكتور حاسبيني للمداخلات القيّمة التي ألقيت ولفت إلى أنه تم تدوين هذه المداخلات للأخذ بمضمونها في الصياغة النهائية لنداء الشرف التي ستنجز يوم الأربعاء 12 كانون أول الحالي خلال الإجتماع الذي سيعقد في مقر الملتقى – منطقة الجميزة داعياَ الراغبين لتأكيد حضورهم في هذا الإجتماع وتوافق المجتمعون على رفع هذا النداء وتسليمه إلى المرجعيات الوطنية والسياسية وممثلي الدول العربية والدول الخمس الكبرى والمنظمات الإقليمية والدوليّة.