الثورة بعد 120 يوما – الأزمة الاقتصادية والمالية

لقاء حواري موسع
أبرز المداخلات
أبرز المداخلات
بيان صحفي
“الثورة بعد 120 يوما” تحديات وآفاق الحلّ مضى على انطلاق ثورة 17 تشرين الاول 2019 أكثر من ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من كل ما تعرضت له ولا تزال، من محاولات قمع، وتشتيت وبعثرة نجح هذا الحراك الفريد من نوعه في تاريخ لبنان، في تعرية نظام المحاصصة بعوراته الكثيرة والكبيرة، وفي نزع المشروعية عن الطبقة الحاكمة بشقيها التشريعي والتنفيذي. أسقِطت حكومة المحاصصة برموزها السياسية، واُستبدِلت بحكومة أخرى لم تحظ بثقة الثورة. يقف لبنان اليوم أمام مفترق مصيري حيث يواجه أخطر أزمة اقتصادية في تاريخه، نتيجة غياب السياسات الاقتصادية الناجعة، واستشراء الهدر والفساد وإهمال القطاعات الانتاجية، وغياب استراتيجيات النمو وآليات الرقابة والمحاسبة وضعف الادارة على مدى ثلاثين عاما.من هنا واستكمالا للقاءات التي استضافتها خيمة “الملتقى The Hub”، ورفدا للثورة بكل ما يحقق أهدافها وخير المجتمع بشكل عام، يدعو ملتقى التاثير المدني الى لقاء حواري موسّع تحت عنوان “الثورة بعد 120 يوما – الأزمة الاقتصادية والمالية” تحضره شريحة واسعة من الثوار وأصحاب الاختصاص، على أن تركز المداولات على المحاور التالية:1- الاصرار على الثورة والالتزام بأهدافها، وعلى راسها: – حكومة مستقلة ذات صلاحيات استثنائية – اقرار قانون انتخابي يضمن صحة التمثيل وعدالته، تُجرى على أساسه انتخابات نيابية مبكّرة – استقلالية القضاء وعدالته – استعادة الاموال المنهوبة2- إلغاء الطائفية عبر تطبيق المادة 95 من الدستور. وكان ملتقى التاثير المدني قد أطلق مبادرة “الغاء الطائفية – المادة 95” أوائل عام 2019، بعد سلسلة من الندوات والحوارات مع مختلف شرائح المجتمع. كما أنجز قاعدة بيانات رقمية تحوي كل ما نشر في ما خصّ الطائفية في لبنان، على أن يدعو قريبا الى اطلاق الهيئة الأهلية – الرديفة لإلغاء الطائفية التي تنصّ عليها المادة 95.3- تقديم خطة إنقاذ مالية طارئة تعيد هيكلية القطاع المالي والنقدي فورا، وتطرح في الوقت نفسه الاستراتيجية المطلوبة على المدى المتوسط لتعزيز الانتاج، وإعادة الاقتصاد الى طريق النمو، ولاسيما في القطاعات التي تساهم في تصحيح الخلل في ميزان المدفوعات. وتركز الخطة على النقاط التالية: أ‌- إصلاح المالية العامة وضبط عجزها من خلال رفع عبء قطاع الكهرباء، المسؤول عن الجزء الاكبر من العجز، كما من خلال تخفيض كلفة خدمة الدين العام عبر إعادة هيكلة تشمل إعادة جدولة المستحقات وتخفيض الفوائد. ب‌- إعادة هندسة للقطاع المصرفي تعيد مدّه بالسيولة، وتخفف من إنكشافه على سندات الخزينة للدولة، وتضع الاطار القانوني والمؤسسي لتدابير الكابيتال كونترول. وذلك وفق خطة شاملة تكون الاصلاحات البنيوية جزءا لا يتجزأ منها ، وتضمن توزيع كلفة الخروج من الازمة بشكل عادل وغير استنسابي بين شركاء الانتاج، على أن تشارك في صياغتها القوى الحيّة في المجتمع، وتشرف على تنفيذها هيئة موثوق فيها.ت‌- أن تواكب هذه الاصلاح، عملية تنقية لميزانية مصرف لبنان، الحامل الاول لسندات الخزينة اللبنانية. أما الخطوة الاولى في هذه العملية فتكمن في طلب التدقيق في حسابات المصرف المركزي، لاسيما وان الاخير “قنن” في السنوات الاخيرة من بياناته المالية التي تفصّل أرباحه وخسائره وموجوداته. مع العلم ان اي حلّ مستدام لا بد أن يحصر مهمة المصرف المركزي في ضبط التضخم وإيجاد فرص عمل.د- إعادة جدولة ديون قطاع الانتاج، ولاسيما تلك للشركات المتعثرة والمهددة بالاقفال التي تعتبر محرّك الاقتصاد والمشغّل الاول للبنانيين.ه- تحويل الطاقات التمويلية اللبنانية في اتجاه الانتاج وإيجاد فرص العمل. فحين تعزز الثروة عبر الوسائل الضريبية المناسبة، يصار الى اعادة توزيعها بشكل عادل ما يساهم في تثبيت ركائز شبكة الامان الاجتماعي.أمام كل هذه التحديات واستكمالا لما خلُص اليه لقاء “الثورة بعد 120 يوما – الأزمة الاقتصادية والمالية”، قرر ملتقى التاثير المدني عقد لقاء شهري يتم توجيه الدعوة لحضوره الى مكونات الثورة كافة من مختلف المناطق، على أن تجتمع كل أسبوعين مجموعات متخصصة لوضع منهجية وتفاصيل البرامج التنفيذية للعناوين المطروحة، انطلاقا من المحاور التالية: • محور النمو الاقتصادي والمالي • المادة 95 من الدستور وقانون الانتخابات • الحوكمة والقضاء العادل في مواجهة منظومة الفساد السياسي والمالي (الكهرباء، المياه، الاتصالات، …).
كلمة الاستاذ ايلي جبرايل في اللقاء الاقتصادي 7 شباط 2020
حضرات السيدات والسادة المحترمين
مرّ على اندلاع ِ ثورةِ 17 تشرين الاول أكثرُ من مئةِ يوم. ثورة ٌ، حمَلت آمالَ اللبنانيينَ بالتغيير ِ والوصول ِ الى دولةٍ مدنيةٍ شفافةٍ تضمَنُ العدالة َ، والمساواة َ، والعيشَ لجميع ِ أبنائِها.
وعلى الرَغم من كلِ الصعوباتِ والمطبّاتِ ومحاولاتِ الالتفافِ عليها أو اسقاطِها في دَوامةِ العنفِ والصراعاتِ الطائفيةِ المَقيتةِ، تبقى هذه الثورة ُ صوتا فريدا في تاريح ِ لبنان.
وقد تكونُ أجمل لوحاتِ هذه الثورة، ما رسمته من تعبير ٍ مواطني ٍ راقٍ، ربَطَ الساحاتِ اللبنانية َ في مختلفِ المناطقِ بعضِها ببعض. فإذ باللبنانيين يلتقون في ساحاتِ الوطن متخطّين الحواجزَ الطائفية َ التي لطالما فرقتهم.
ولا ننسى المحركَ الأولَ لهذه الثورةِ: شاباتُ وشبانُ لبنان، اللواتي والذين أظهرن وأظهروا ابداعاً ما بعدَه ابداعْ، واصرارًا ما بعدَه اصرار. همُ الاملِ، همْ جيلُ 17 تشرين، الفُ تحيةٍ لهن ولهم.
نجتمعُ اليوم، وبلادُنا تعيش أزمة ً اقتصادية ًلم يعرف لبنانُ في تاريخِه الحديثِ، مثيلاً لها.
أزمة ٌ تقضّ مضجعَ المواطنِ الذي أصبحَ مهدداً في قوتِه اليومي، وعملِه. يرى جنى العمر يتبخرُ، ويفقد يوما بعد يوم مقوماتِ الحياةِ الكريمةِ – الآمنة.
أزمة ٌ، تحاصر قطاعَ الانتاج ِ بعدما انقطع التمويلُ عن مجمل القطاعات، مهددة ً مؤسساتٍ كثيرة ً بالاقفال، ووواضعة ً مصيرَ العمال وعائلاتِهم في مهبِ الريح.
أمامَ هذا الواقع ِ، لا يمكننا الوقوف مكتوفي اليدين. من هنا أردنا في ملتقى التأثير المدني، هذا اللقاءَ أولا، كمناسبةٍ لقراءةٍ متأنيةٍ وموضوعيةٍ للمرحلةِ السابقةِ ولاستشرافِ أولوياتِ المرحلةِ المقبلة. وأيضا، كمناسبةٍ للتركيز ِ على السبل ِ الممكنةِ للخروج من الأزمةِ الماليةِ والاقتصادية.
نريدُ هذا اللقاءَ، مثلما كانت اللقاءاتُ في خيمةِ الملتقى: ساحة ً من الشعبِ للشعب. ساحة ً، لتبادلِ التجارِبِ والافكار؛ منصة ً لاقتراحِ الحلولِ وتوسيعِ رُقعةِ التفاهمِ حولَها؛ منصة ً لصناعةِ السلام ِ اللبناني.
                                                                                                                المهندس إيلي جبرايل
                                                                                                   رئيس مجلس إدارة ملتقى التأثير المدني
كلمة د. منير يحيى في اللقاء الاقتصادي 7 شباط 2020

حضرات السيّدات والسادة المحترمين
أردنا في مقدمة هذا اللقاء وقبل الدخول الى النقاش الإقتصادي والمالي، وبعد التوقف القسري عن اللقاءات في خيمة الملتقى، أردنا الوقوف عند المحطات التالية في مسيرة عملنا:
1- خيمة الملتقى وهي محطة مشرقة عقد فيها ما يزيد عن 40 حلقة حوارية تضمنت نقاشات موسعة في الإطار السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي، والثقافي، فمن النظام التشغيلي الى الكهرباء بالأرقام والحقائق، ومنها الى الماء والنقل والإتصالات وغيرها، وصولاً الى ملف الفساد في الجامعة اللبنانية.
2- مبادرة تطبيق المادة 95 من الدستور، والتي تضمنت أكثر من 12 ورشة عمل خلال العام 2019، وتم خلالها العمل على إنجاز المكتبة الرقمية لما كُتب عن الطائفية والطائفية السياسية، والعمل مستمر على إطلاق الهيئة الأهلية لإلغاء الطائفية السياسية بديلاً عن الهيئة الوطنية التي نص عليها الدستور، وما يستتبع ذلك من ضرورة طرح قانون إنتخابي جديد.
3- مبادرة الحوارات المفتوحة والحلقات الفكرية، التي تمحورت حول إشكاليات النظام والأولويات وآليات التغيير مع قوى منتخبة من المجتمع اللبناني، من نقابات مهن حرة، بلديات، طلاب وغيرها.
عملنا يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشعبية الواسعة للمجتمع المدني والتي إنطلقت في الأعوام الأخيرة وصولاً الى ثورة 17 تشرين!
اليوم يشككون في عبورها للطوائف يهرجون في عبورها للمناطق يرفضون عبورها للطبقات ويتساءلون عن مكوناتها وعبورها للأجيال وأخيراً يستعجلون في نعيها والترحٌم عليها ونحن جميعاً اليوم نلتقي رفضاً لكل ذلك نلتقي لنؤكد أن أهداف الثورة ثابتة وجامعة:

• حكومة مستقلة إنتقالية
• إنتخابات نيابية مبكرة
• إستقلالية القضاء
• إسترجاع الأموال المنهوبة
• حوكمة النظام التشغيلي (الكهرباء، المياه، النقل، الإتصالات، النفايات وغيرها….)
• والإصلاح الإقتصادي والمالي
نعم!
• إنطلقت الثورة دون قيادة جماعية وهيكلية تنظيمية ويواجهها تحدي الإستمرار،
• تعددت مكوناتها وأشكال تحركاتها وكثرت المخاطر وحاجتها الى الحماية،
• إنتصرت الثورة في تحقيق محطاتها الأولية وبقي أمامها المزيد والأصعب.
لنقرأ جميعاً واقع الثورة اليوم، ولنقف معاً عند التحديات ضمن الشق الأول من لقائنا هذا.                                                                                                                                                                                          د. منير يحي

                                                                                                  عضو مجلس إدارة ملتقى التأثير المدني