بين نتانةِ الصَّفقات وتشوُّه المقايضات وعتمة الالتباسات ثمَّة ما قد يستدعي موقِفًا راديكاليًّا من أيّ إمكان انزلاق لتجاوز الدُّستور القائم على تكريس مسارٍ ديموقراطيّ في التداول السِّلمي للسُّلطة. الموقفُ الرَّاديكاليّ  حتميّ إن حصلت قناعة بالخطر الدَّاهم على هويَّة لبنان

الخَطَرُ الدَّاهِمُ على هويَّة لُبنان يتظهَّر يومًا بعد يَوم من قُدرة بعضِ اللُّبنانيّين على الانسِياق لأجُنداتٍ أيديولوجيَّة من ناحِيَة، وزبائنيَّة من ناحِيَة أُخرى، جُلُّ همِّها تكريسُ مواقِع نفوذٍ لها، ولو تطلَّب ذلك اغتيال الاختِبار التَّاريخيّ لوطن الرِّسالة

ويتبدَّى في هذا السِّياق موجب انتقال القوى السِّياديَّة الإصلاحيَّة التغييريَّة، مع القوى المجتمعيَّة الحيَّة والاغتراب للإنتقال من ردة الفعل الشِّعاراتيَّة إلى الفعل العملانيّ في تشكيلٍ وطنيّ واسع التحالفات يُحاكي الإنقاذ المنهجيّ الدُّستوريّ والسّياديّ والاقتصادي

فِعلُ الإنقاذ المنهجيّ يقتضي رؤيةً واضحة من كتلتين مؤثِّرتين. أوَّلها كُتلة حرجة في صميم المؤسَّسات الدُّستوريَّة تتبنى وقف قتل الدَّولة، وكتلة تاريخيَّة من خارج هذه المؤسَّسات تتولى تفعيل ديناميات الضغط على الانقلابيين من بوابَّة انتِهاكهم لأخلاقيات الانتِماء للُبنان

الرَّماديَّات، والزئبقيَّات، والانتِهازيَّات لطالما كانت من أفعال القَباحَة، ولبنان لطالما كان وسيبقى من أفعال الحضارة المبدِعة  

#القضيّة_الّلبنانيّة