تُبنى الأَوطان في فِعلِ إيمان يحكي نهائيَّة كيانها وثبات عقدِها الاجتِماعيّ. ديناميَّةُ تطوُّرُها وتعميقِ بُنيَة الدَّولَة فيها أساسُهُما هُويَّةٌ تنتمي إلى أمنٍ قوميً وأمان إنسانيَ.

لبنان لم يَزَل يواجِهُ منذ قِيام دولتٍه واستِقلالِها لحظات تأسيسيَّة حَمَلت في بعضِها إشراقات، وفي أُخرى خيبات، وفي كُلٍّ من هذه وتِلك تطلُّعاتٌ وهواجِس.

17 تشرين 2019 تُشَكِّلُ إحدى هذه اللَّحظاتِ التأسيسيَّة. فاعليَّتُها لم تَزَل قائِمة في وضوح الرّؤيَة حول التَّهديداتِ القاتِلَة التي تُحيطُ بلُبنان وشعبِه، مع توقٍ جامِع، رَغم تمايُزاتٍ ديموقراطيَّة، توقٍ جامِعٍ لقِيام دولة المواطنة السيّدة الحُرَّة

العادلة المستقِلَّة.

هذا التَّوقُ الجامِع يقتضي الانخِراط في تشييد أوسَع تحالُف سياديّ إصلاحيّ تغييريّ  بعيدًا عن عنادٍ من هُنا، و قصرِ نَظرٍ من هُناك. الهُويَّة اللُّبنانيَّة تستصرِخُ ضمائرنا وإراداتِنا هنا وفي الاغتِراب. ومَن ابتَغى حرقَ هذه الإِرادَات مكشوفٌ ومَعروف.

مسيرةُ الإنقاذ تراكميَّة.

لا مكان للرَّماديَّات والزّئبقيَّات.

#القضيّة_اللّبنانيّة