الثورة بعد 120 يوما – الأزمة الاقتصادية والمالية
بيان صحفي
كلمة الاستاذ ايلي جبرايل في اللقاء الاقتصادي 7 شباط 2020
مرّ على اندلاع ِ ثورةِ 17 تشرين الاول أكثرُ من مئةِ يوم. ثورة ٌ، حمَلت آمالَ اللبنانيينَ بالتغيير ِ والوصول ِ الى دولةٍ مدنيةٍ شفافةٍ تضمَنُ العدالة َ، والمساواة َ، والعيشَ لجميع ِ أبنائِها.
وعلى الرَغم من كلِ الصعوباتِ والمطبّاتِ ومحاولاتِ الالتفافِ عليها أو اسقاطِها في دَوامةِ العنفِ والصراعاتِ الطائفيةِ المَقيتةِ، تبقى هذه الثورة ُ صوتا فريدا في تاريح ِ لبنان.
وقد تكونُ أجمل لوحاتِ هذه الثورة، ما رسمته من تعبير ٍ مواطني ٍ راقٍ، ربَطَ الساحاتِ اللبنانية َ في مختلفِ المناطقِ بعضِها ببعض. فإذ باللبنانيين يلتقون في ساحاتِ الوطن متخطّين الحواجزَ الطائفية َ التي لطالما فرقتهم.
ولا ننسى المحركَ الأولَ لهذه الثورةِ: شاباتُ وشبانُ لبنان، اللواتي والذين أظهرن وأظهروا ابداعاً ما بعدَه ابداعْ، واصرارًا ما بعدَه اصرار. همُ الاملِ، همْ جيلُ 17 تشرين، الفُ تحيةٍ لهن ولهم.
نجتمعُ اليوم، وبلادُنا تعيش أزمة ً اقتصادية ًلم يعرف لبنانُ في تاريخِه الحديثِ، مثيلاً لها.
أزمة ٌ تقضّ مضجعَ المواطنِ الذي أصبحَ مهدداً في قوتِه اليومي، وعملِه. يرى جنى العمر يتبخرُ، ويفقد يوما بعد يوم مقوماتِ الحياةِ الكريمةِ – الآمنة.
أزمة ٌ، تحاصر قطاعَ الانتاج ِ بعدما انقطع التمويلُ عن مجمل القطاعات، مهددة ً مؤسساتٍ كثيرة ً بالاقفال، ووواضعة ً مصيرَ العمال وعائلاتِهم في مهبِ الريح.
أمامَ هذا الواقع ِ، لا يمكننا الوقوف مكتوفي اليدين. من هنا أردنا في ملتقى التأثير المدني، هذا اللقاءَ أولا، كمناسبةٍ لقراءةٍ متأنيةٍ وموضوعيةٍ للمرحلةِ السابقةِ ولاستشرافِ أولوياتِ المرحلةِ المقبلة. وأيضا، كمناسبةٍ للتركيز ِ على السبل ِ الممكنةِ للخروج من الأزمةِ الماليةِ والاقتصادية.
نريدُ هذا اللقاءَ، مثلما كانت اللقاءاتُ في خيمةِ الملتقى: ساحة ً من الشعبِ للشعب. ساحة ً، لتبادلِ التجارِبِ والافكار؛ منصة ً لاقتراحِ الحلولِ وتوسيعِ رُقعةِ التفاهمِ حولَها؛ منصة ً لصناعةِ السلام ِ اللبناني.
المهندس إيلي جبرايل
رئيس مجلس إدارة ملتقى التأثير المدني
كلمة د. منير يحيى في اللقاء الاقتصادي 7 شباط 2020
حضرات السيّدات والسادة المحترمين
أردنا في مقدمة هذا اللقاء وقبل الدخول الى النقاش الإقتصادي والمالي، وبعد التوقف القسري عن اللقاءات في خيمة الملتقى، أردنا الوقوف عند المحطات التالية في مسيرة عملنا:
1- خيمة الملتقى وهي محطة مشرقة عقد فيها ما يزيد عن 40 حلقة حوارية تضمنت نقاشات موسعة في الإطار السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي، والثقافي، فمن النظام التشغيلي الى الكهرباء بالأرقام والحقائق، ومنها الى الماء والنقل والإتصالات وغيرها، وصولاً الى ملف الفساد في الجامعة اللبنانية.
2- مبادرة تطبيق المادة 95 من الدستور، والتي تضمنت أكثر من 12 ورشة عمل خلال العام 2019، وتم خلالها العمل على إنجاز المكتبة الرقمية لما كُتب عن الطائفية والطائفية السياسية، والعمل مستمر على إطلاق الهيئة الأهلية لإلغاء الطائفية السياسية بديلاً عن الهيئة الوطنية التي نص عليها الدستور، وما يستتبع ذلك من ضرورة طرح قانون إنتخابي جديد.
3- مبادرة الحوارات المفتوحة والحلقات الفكرية، التي تمحورت حول إشكاليات النظام والأولويات وآليات التغيير مع قوى منتخبة من المجتمع اللبناني، من نقابات مهن حرة، بلديات، طلاب وغيرها.
عملنا يشكل جزءاً لا يتجزأ من الحركة الشعبية الواسعة للمجتمع المدني والتي إنطلقت في الأعوام الأخيرة وصولاً الى ثورة 17 تشرين!
اليوم يشككون في عبورها للطوائف يهرجون في عبورها للمناطق يرفضون عبورها للطبقات ويتساءلون عن مكوناتها وعبورها للأجيال وأخيراً يستعجلون في نعيها والترحٌم عليها ونحن جميعاً اليوم نلتقي رفضاً لكل ذلك نلتقي لنؤكد أن أهداف الثورة ثابتة وجامعة:
• حكومة مستقلة إنتقالية
• إنتخابات نيابية مبكرة
• إستقلالية القضاء
• إسترجاع الأموال المنهوبة
• حوكمة النظام التشغيلي (الكهرباء، المياه، النقل، الإتصالات، النفايات وغيرها….)
• والإصلاح الإقتصادي والمالي
نعم!
• إنطلقت الثورة دون قيادة جماعية وهيكلية تنظيمية ويواجهها تحدي الإستمرار،
• تعددت مكوناتها وأشكال تحركاتها وكثرت المخاطر وحاجتها الى الحماية،
• إنتصرت الثورة في تحقيق محطاتها الأولية وبقي أمامها المزيد والأصعب.
لنقرأ جميعاً واقع الثورة اليوم، ولنقف معاً عند التحديات ضمن الشق الأول من لقائنا هذا. د. منير يحي
عضو مجلس إدارة ملتقى التأثير المدني